تضخ إدارة مولودية الجزائر ما قيمته 1.1 مليار سنتيم، مع نهاية كل شهر في حساب 7 لاعبين اكتفوا بعد مرور 3 أشهر من انطلاق الموسم الكروي بالجلوس فقط في كرسي الاحتياط، وهو ما يخالف تصريحات أعضاء مجلس إدارة الفريق، وفي مقدمهم الرئيس الجديد عاشور بطروني، الذي قال إن العميد يعاني من أزمة مالية، يأتي هذا بالرغم من تواجده تحت رحمة الشركة الوطنية الأبرز في الجزائر «سوناطراك»، الأمر الذي جعل مسؤولي هذه الأخيرة يحتفظون بالطاقم الفني رغم عدم اقتناعهم بما يقدمه الفريق إلى حد الآن، حيث أن مسيري العميد ومسؤولي الشركة البترولية يرفضون إقالة جورج وفالدو تفاديا لتعويضهما في 8 أشهر كاملة متبقية من عقدهما، والسبب غياب السيولة المالية، لكن في مقابل ذلك، فإن إدارة العميد وبعد مرور 3 أشهر كاملة من الموسم الكروي الجديد، دفعت ما قيمته 3 ملايير للاعبين لم يشاركوا إلا لدقائق معدودة واكتفوا في الكثير من المباريات بالجلوس في كرسي الاحتياط، يتقدمهم الحارس السابق لاتحاد بلعباس الذي ينال 150 مليون سنتيم شهريا، إلا أنه لم يلعب أي دقيقة في المباريات الرسمية بالرغم من إمكانياته الكبيرة والتي ترشحه للتواجد دائما أساسيا في ظل المستوى المتذبذب لزميله فوزي شاوشي، غير أن الثنائي جورج وفالدو لم يكتفيا بتكبيد أعرق الأندية الجزائرية مرارة النتائج السلبية وكذا توالي «التبهدايل»، وها هما يكبّدان النادي أموال كثيرة من أجل لاعبين أبعدوهم من مخططاتهم رغم مستواهم، مثلما يحدث مع زغدان الذي نال في ثلاثة أشهر 300 مليون سنتيم ولم يلعب أي دقيقة رغم استعادته لكامل إمكانياته بعد تعافيه من الإصابة، والشأن ذاته بالنسبة لعزي الذي ينال 120 سنتيم شهريا لكنه جمع بعض الدقائق فقط من مشاركاته النادرة، لكن النقطة السوداء في تبذير العميد لأموال من دون فائدة، تبقى في حالتي البرازيلي روبيرسون والكاميروني نڤولا، حيث أن الإدارة السابقة أقامت الدنيا ولم تقعدها لتأهيل الأول وها هو الآن ينال 450 مليون سنتيم في ثلاث أشهر لعب خلالها لقاء واحدا، فيما وضعت الثاني في قائمة المسرحين قبل أن تحتفظ به بأجرة 150 مليون شهريا من دون الاعتماد عليه إلا لدقائق فقط عند إصابة بوهنة أو دمو، فيما يتقاسم المهاجمين الجديدين محمد أمين عبيد وصلاح الدين ما قيمته 400 مليون سنتيم شهريا من دون المشاركة، وإن كان الأول الذي كلّف في ثلاثة أشهر 450 مليون عانى من الإصابة، فإن الإثيوبي الذي كلف 750 مليون في ثلاث أشهر لا يشارك لأسباب فنية لا يعلمها إلا جورج الذي واجه دفاع تاجنانت مؤخرا بكرسي احتياط خال من المهاجمين بالرغم من جاهزية الإثيوبي .
بطروني لـ«النهار»:«وجدت اللاعبين بعقودهم ولا يمكنني القيام بشيئ
وصف رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر، عاشور بطروني، مشكل نيل لاعبين في صورة روبيرسون وجوناثان والبقية لأجور عالية من دون المشاركة مع الفريق، حيث رد عن سؤالنا قائلا:«هذا مشكل الطاقم الفني، وقد تحدثت معهم في هذا الموضوع كثيرا، لكني لا يمكن أن أقوم بأي شيئ لأنني وجدت اللاعبين بعقودهم»، وأشار بطروني أنه يعمل ليل نهار من أجل تحسين أوضاع الفريق، منددا بالعراقيل التي يواجهها من بعض الأطراف التي رفض الكشف عنها وقال:«في كل مرة أفتح موضوعا لمعالجته تصادفني بعض الأمور الخارجة عن نطاقنا من بعض الأشخاص، أدعوهم ليتركونني أعمل في هدوء وأعدهم أنني قادر على إعادة ترتيب البيت لأنني أعمل 24 ساعة، أما بخصوص قضية هؤلاء اللاعبين، فلم أجد حلا في الوقت الراهن لكني سأعيد النظر في العديد من العقود مع نهاية الموسم».
غريب لـ«النهار»:«لا ألـوم اللاعبين وإنمـا من كـان وراء جلبهــم
كشف الرئيس الأخير الذي تحصل على آخر لقب بطولة مع مولودية الجزائر، عمر غريب، أنه لو كان يملك نصف الأموال التي تصرف على الفريق في الوقت الحالي، لقاده إلى التتويج برابطة أبطال إفريقيا، مثلما أكده في تصريح لـ«النهار»:«كنت أسير الفريق بأموالي الخاصة وأموال أصدقائي وجعلته واحدا من أحسن الأندية، ولو كنت أملك نصف الأموال التي تصرف على المولودية في الوقت الحالي لقدت الفريق للتتويج برابطة أبطال إفريقيا». وبخصوص قضية نيل بعض اللاعبين لأجور عالية من دون المشاركة، أوضح ذات المتحدث أن المسؤولية يتحملها المسيرون وليس اللاعب في حد ذاته مضيفا:«لا ألوم اللاعبين وإنما من جلبهم إلى الفريق فلاعب مثل روبيرسون ينال قرابة 220 مليون بين أجرته والغرفة التي استأجرتها له الإدارة، ثم إن الاستقدامات يجب أن تكون مدروسة ويستوجب تدعيم المناصب التي هي بحاجة إلى ذلك، لكن يجب أن أوضح شيئا…المسير الذي لا يخرج المال من جيبه لا يمكنه أن يحس بما يقدمه للاعب كل شهر». وفي الأخير تحسر محدثنا للوضعية التي يمر بها العميد في ظل توالي المهازل التي جعلته مسخرة لدى العام والخاص.
المصدر : النهار اون لاين
