من المؤكد أن الجمهور الجزائري و خاصة متتبعي كرة القدم يعرفون نادي ريال
مدريد ( بالإسبانية : Madrid Club de Fútbol ( Real( نادي مدريد الملكي
لكرة القدم )
الريال لأول مرة في الجزائر عام 1966
في
الحقيقة بدأت قصة الجزائر مع الريال 6 سنوات قبل ولادة زين الدين زيدان و
تحديدا في عام 1966 عندما استضافت مدينة وهران دورة كروية دولية في إطار
ودي في شهر مارس، شاركت فيها 4 فرق، فبالإضافة للمنتخب الوطني الجزائري
استدعي كل من النادي الملكي للعاصمة الإسبانية مدريد و أف سي نونت الفرنسي و
فاسكو دي غاما البرازيلي، عرفت الدورة منافسة كبيرة بين الفرق المشاركة و
تمتعت الجماهير بعروض كروية راقية خاصة تلك التي قدمها فاسكو دا غاما بفضل
فنيات لاعبيه و ريال مدريد أيضا أبهر الحضور بالطريقة التي كان يلعب بها
رفقاء ( فرانتشيسكو خانتو ) اللاعب الأسطورة في تاريخ القلعة البيضاء، و
توج النادي الملكي بلقب الدورة بعد تغلبه على نانت الفرنسي في اللقاء
النهائي بهدف وحيد.
مولودية الجزائر ريال مدريد
ملعب سنتياغو
برنابيو
21-03-1977
ريال مدريد 2-1 المولودية
70 ألف متفرج صفقوا على المولودية في البيرنابيو
11
سنة بعد دورة وهران الدولية، و كرد للجميل دعى نادي ريال مدريد مولودية
الجزائر للعب دورة ودية استعراضية في ملعب سانتياغو برنابيو إلى جانب
المنتخب الأرجنتيني و الإيراني بمناسبة الإحتفال بعيد الميلاد الـ75 للنادي
الملكي، فتنقلت التشكيلة العاصمية إلى مدريد لتواجه الميرانغي يوم 21 مارس
1977 في جو بارد دفئه الحضور الجماهيري الغفير الذي قدر بأكثر من 70 ألف
متفرج من عشاق الريال، انطلقت المباراة بقيادة الحكم أندالوز سانتشيز ريو و
كانت أرضية الميدان في أحسن الأحوال مما سمح للفريقين بتقديم عروض جميلة
منذ بداية المباراة مع تفوق رفقاء يانسن و دخولهم في اللقاء بقوة حتى
افتتحوا باب التسجيل في الدقيقة 14 بواسطة اللاعب الألماني بول برايتنر،
صمد حارس المولودية أيت موهوب أمام الحملات المدريدية رغم هشاشة الدفاع و
الأخطاء الفادحة في منطقة العمليات لكنه لم يمنع دخول تسديدة أغويلار
الشباك في الدقيقة 42 لينتهي الشوط الأول بتفوق الريال 2-0 حيث دخل أشبال
زوبا غرف تغيير الملابس قلقين من إمكانية تلقي هزيمة ثقيلة فأحدث المدرب
تغييرات و أقحم كل من باشي ، بن شيخ و باشطا مما بعث بروح الفريق من جديد
في صفوف المولودية التي أظهرت مستوى راقي على أرضية ميدان سانتياغو
بيرنابيو و فرضت سيطرتها على جميع أطوار المرحلة الثانية لتتوج مجهوادتها
في الدقيقة 76 بهدف أقل ما يقال عنه أنه رائع من إمضاء باشطا بعد تلقيه كرة
على طبق من دراوي، مباشرة بعد الهدف تعالت الهتافات و التصفيقات في الملعب
حيث هتف الـ70 ألف متفرج بـ( أوولي .. أوولي .. أرخيليا )، تواصل ضغط
المولودية وكادت تعدل في عدة مناسبات بواسطة بطروني و بن شيخ لكن الحظ لم
يحالفهم، قدم النادي العاصمي لقاءا أسطوريا بشهادة الجميع، و بعدها بيومين
تعادلت المولودية أمام المنتخب الإيراني 1-1 في اللقاء الترتيبي باعتبار أن
إيران انهزمت أمام الأرجنتين في النصف نهائي الاخر، هؤلاء اللاعبين الذين
أبهروا الحضور في البرنابيو أعلنوا عن قدوم جيل ذهبي للكرة الجزائرية، ذلك
الجيل الذي شرف الجزائر في أول مشاركة لها في كأس العالم.
سيبقى التاريخ يشهد
عاشت المولودية الجزائرية الشعبية