طرائف ومآسي من كأس الجزائر
حارس العميد كاوة يسجل في النهائي كمهاجم وليس كحارس مرمى
بقدر ما تحبس الأنفاس وتشد الأعصاب بقدر ما تكتنز منافسة كأس الجزائر الكثير من الطرائف والغرائب التي لا يمكن أن ينساها أحد، ففي نهائي 1973 وهو واحد من أجمل النهائيات على الإطلاق بين مولودية العاصمة واتحاد العاصمة، وهو أيضا النهائي الخامس على التوالي للاتحاد، فاجأ مدرب المولودية خباطو الأنصار بركن الحارس الكبير كاوة في الاحتياط...
*
ودفع بالحارس الشاب في ذلك الوقت آيت موهوب كأساسي، وهو ما أغضب محبي الحارس كاوة المعروف بعد ذلك بكونه الحارس الذي قهر النادي الأهلي في القاهرة وهزمه ومكّن المولودية من تذوق كأس إفريقيا للأندية البطلة لأول ولآخر مرة في تاريخها. وبعد مرور 18 دقيقة سجل عطوي هدفا للاتحاد فغضب الأنصار أكثر، وطالبوا بإقحام كاوة كحارس بديل، ولكن المدرب أصرّ على خياره، فتمكن باشي قبل نهاية الشوط الأول من تعديل النتيجة، وفي الوقت الإضافي وأمام 90 ألف متفرج، حدثت المفاجأة التي لم تخطر على بال أحد عندما أقحم مدرب العميد الحارس كاوة، ولكن كمهاجم وهو الذي سجل الهدف الثاني في الدقيقة 96 فانهار الاتحاد، وتلقى هدفين آخرين من بوسري ومن بتروني قبل أن يعود عطوي ابن مدينة عنابة ليقلل الفارق في آخر ثانية من الوقت الإضافي، فكان بذلك كاوة مدرب الحراس الحالي الحارس الوحيد الذي سجل هدفا كقلب هجوم في لقاء نهائي فاز به ناديه، والغريب أن كاوة لم يلعب أبدا في الميدان، إلا في تلك المباراة ليصبح بعد ذلك حارس أسطورة ومدرب حراس كبار من السعودية التي درب في أحسن أنديتها إلى المنتخب الوطني. أما عن حكايات الإخفاق والحسرات فإن الرئيس الراحل هواري بومدين كان يجد نفسه في كل نهائي ماسحا للدموع، وكان أكثر اللاعبين الذين ذرفوا الدموع في حضرته كدو وعبدوش من اتحاد العاصمة، إذ في كل سنة ينشطون النهائي دون التمكن من الفوز فيصعدون إلى المنصة الشرفية لتسلم الميدالية الفضية والبكاء في حضرة الرئيس الذي بعد أن غاب الاتحاد عن النهائي وجد نفسه مع فريق آخر هو مولودية قسنطينة وقائده مراد بركات، فكان أيضا ماسحا للدموع في نهائيين متتالين لرفقاء حنشي وزغمار ومقري والآخرين.