من طرف 
مدير ''نسمة تي في'' نبيل قروي لـ''الخبر''
خصصنا استوديو تحليل يومي لـ''الخضر'' في كأس العالم
يتحدث نبيل قروي، مدير قناة ''نسمة تي في''، بشغف
ولذة، تمتزجان برغبة الاستفادة من تجارب الماضي، ويدعو في لقاء مع ''الخبر''
بتونس، إلى التفكير في تحديث سبل العمل الإعلامي الحالية مع التطلع إلى
مستقبل أفضل وأوسع يجمع بين مختلف أفراد المغرب الكبير...
استقبلنا نبيل قروي، في أمسية ماطرة، نهاية الأسبوع الماضي، بمكتبه باستوديوهات
قناة نسمة، بضاحية رادس بالعاصمة تونس. منذ البداية، أردنا أن يكون اللقاء حميما
بعيدا عن الضوابط البروتوكولية، وبادر نبيل بإظهار بعض الأعمال النحتية من
إنجاز شقيقته، والتي تزيّن المكتب، مانحة إياه طابعا مغاربيا يعانق ملامح غربية.
وهي المعادلة التي يراهن نبيل قروي على تطبيقها على برامج قناة ''نسمة'' حيث يقول:
''نحن لا نسعى لبناء قناة مغاربية بل قناة تخاطب المغاربة''. مضيفا ''منذ
الانطلاقة، فكرنا في كيفية تسطير برامج تتلاءم مع متطلبات المغاربة، تمزج بين
الطابع المحلي ورغبة الانفتاح على الآخر. حيث يتوجه جزء من برامج القناة لفئة
المهاجرين بأوروبا''. مع الإشارة إلى أن: ''الفرد المغاربي يعتبر متفرجا تلفزيونيا
مميزا'' بالنظر إلى انفتاح المغاربة على مختلف الميول والتيارات الإعلامية
المتداولة وعدم محدوديتهم على خيار واحد.
كان يمكن أن يكتفي نبيل قروي بقناة تلفزيونية تونسية. ولكن طموح الرجل تعدى حدود
البلد والسبب يتمثل في ''روح'' التحدي'' ومحاولة محو الحدود وخصوصا رغبة فرض مفهوم
''مغرب متوحد'' ومعترف به عالميا. حيث يحكي إحدى المفارقات ويقول: ''اجتمعت يوما
مع مجموعة من المثقفين المغاربة، بهدف محاولة إثارة انتباههم إلى إحدى الحقائق
الأكاديمية والتي تفيد أن القواميس اللغوية العربية والفرنسية والإنجليزية لا
تتضمن إشارة إلى عبارة ''المغرب الكبير''. حيث نلاحظ تجاهلا أكاديميا لهذه الرقعة
الجغرافية ذات التعداد السكاني المقارب لـ100 مليون نسمة. وتجاهلا إلى خصوصيتها
الثقافية والاجتماعية وهويتها الراسخة أيضا''. بالتالي، وفق مطمح بلوغ رؤية ومفهوم
جديد وثابت وحقيقي لمفهوم ''المغرب الكبير'' انطلقت مغامرة ''نسمة تي في'' نهاية
2008 ونالت الاعتماد من طرف السلطات الرسمية التونسية شهر مارس .2009 ولاقت كثيرا
من الصعوبات في البداية ولكن روح المقاومة لدى فريق القناة ساهمت في تواصلها
ويتحدث نبيل قروي: ''الانطلاقة الحقيقية للقناة جاءت مع نهاية جوان ''2009 حيث تمت
إعادة النظر في عدد من البرامج ومنحها روحا وثوبا جديدين. ويضيف مبتسما: ''يلومنا
الكثيرون، ويقدمون كثيرا من الملاحظات وأجيبهم، بكل محبة: قناة نسمة تبلغ من العمر
حوالي 7 أشهر. ما تزال في بداياتها، مثل الطفل الصغير، ومن واجبنا جميعا أن نرعاها
وندافع عنها''. حيث يذكر أنه يتلقى كثيرا من التعليقات والآراء من طرف بعض متتبعي
القناة والذين يطالبون بإدراج عدد من البرامج. ولا يمل نبيل قروي، مدير القناة، من
التفاعل معهم حيث يخاطبهم قائلا: ''نحن نفكر في إدراج نشرة إخبارية ونشرة للأحوال
الجوية وبرامج أخرى كثيرة ولكن الأشياء ستأتي بشكل تدريجي. لا بد أن لا نتسرع، نحن
نشتغل بعقلانية''.
لا تكاد الابتسامة تفارق محيا نبيل قروي، يجيب عن مختلف الأسئلة بهدوء وقدرة على
الإقناع. ويتحدث عن شبكة البرامج التي تعرضها القناة ويعرج على برنامج توك
شو الموسوم ''ناس نسمة''، الذي صار يحظى بشهرة واسعة ويقول: ''أردناه برنامجا
يخاطب فئة الشباب، يجمع بين مختلف تطلعات المتتبع المغاربي سوى بالداخل أو
بالخارج''. ويذكر أن البرنامج نفسه استطاع، في وقت قصير، أن يستضيف أهم وأشهر
النجوم المغاربيين والعالميين على غرار المكلف بأعمال المغني مايكل جاكسون
والكوميديين جمال دبوز وسماعين والشاب فضيل وغيرهم. ويتساءل الكثيرون عن طريقة
تقسيم نسب الحضور المغاربي عبر البرنامج ويجيب نبيل قروي: ''نحن لا نشتغل بطريقة
الكوطة. يعني نفس عدد المنشطين الجزائريين هو نفسه بالنسبة للمغربيين أو
التونسيين.. إنما المنطق الذي نميل إليه هو فتح المجال أمام الجميع، من
مختلف الدول المغاربية. ثم، مع الوقت، ستتراءى أماكن كل منشط. بالتالي، الهدف
الأسمى هو الربط بين الجميع في فضاء واحد وهو فضاء نسمة تي في''. كما تراهن
''نسمة'' أيضا عن البرامج الرياضية والتي يعتبرها نبيل قروي إحدى الأعمدة الفقرية
في برامج القناة التي استطاعت كسب حقوق بث مباريات أهم الأندية الأوروبية؛ على
غرار أولمبيك مرسيليا الفرنسي وأف. سي برشلونة الإسباني ونادي تشيلسي الإنجليزي.
كما استفادت من دعم ومتابعة جزائرية واسعة بعد ''وقفتها الرجولية'' مع الجزائر عقب
مباراة القاهرة في 14 نوفمبر الماضي، ثم خلال كأس إفريقيا مع إطلاقها برنامج ''ناس
الكان''. وتستعد القناة لإطلاق برنامج مماثل خلال كأس العالم المقبل، من خلال
إنشاء استدويو تحليل يومي بتونس مع موفدين إلى جنوب إفريقيا ينقلون أهم الأجواء
السائدة هناك، والتركيز على ظروف إقامة وتواجد بعثة المنتخب الوطني الجزائري، ممثل
المغرب الكبير في كأس العالم. مع استضافة عدد من قدامى اللاعبين والصحفيين
الرياضيـين والمحللـين الجزائريين، بغية متابعة مشاركة أشبال سعدان
أراد نبيل قروي أن تكون خاتمة اللقاء من خلال تقديم تحية لمتتبعي القناة في
الجزائر، حيث يقول ''انبهرت من الأعداد الكبيرة من الرسائل القصيرة التي تصل من
الجزائر والتي يختصرها أصحابها في عبارة واحدة: شكرا نسمة''، مذكرا أن القناة في
بدايتها وهي مكسبا للمغاربة تستمد شعارها وحضورها من المغرب الكبير.
