وينقلب السحر على السحرة “سيدي السعيد” و”حداد” ؟
تجريد سيدي السعيد وحداد من عباءة هيئة المركزية والباترونا، سيكون أكبر ضربة يتلقاها الرجلين بعد أن أدارت الحكومة ظهرها لهما، وهو المأزق الكبير الذي لا يمكن الخروج منه بشرف، بل إن الرجلين سيخرجان من الباب الضيق بعد سنوات من الدكتاتورية والهيمنة والتسلط ضد العمال وضد مصالح الدولة، هذه الأخيرة التي لا ترحم أيّا كان إذا اشتدت الحرب، التي تديرها هي بالطريقة والأهداف التي تسطّرها وفق رؤيتها الثابتة والمتغيرة، ولا تحتمل في نفس الوقت أي إملاءات خارجية من رجال صنعهتا هي في وقت ما، وتُنهيها في الآجال التي تحددها هي لا غيرها.
لم يتوقع يوما حداد ولا سيدي السعيد أن ينقلب السحر عليهما شخصيا، بل إن رئيس المركزية النقابية لا يرى نفسه إلا قائدا على طبقة شغيلة استقالت من النضال أو الانخراط في نقابة لا تمثلها بل جهاز يخدم الحكومة في كل الحالات والظروف ويقف ضدها، ولهذا فإن غرور وأطماع الرجل أعمت بصيرته لما أمضى التحالف مع حداد ضد حكومة هي أتت به وحافظت على كرسييه طيلة العشرين سنة الماضية، ونفس الأمر بالنسبة لحداد الذي تم صناعته في مخابر النظام، هذا الأخير الذي يرفض رفضا قاطعا الاستقواء عليه أو حتى رفض أوامره تحت أي ظرف كان.
وأمام هذا الوضع فإن نهاية حداد وسيدي السعيد وشيكة وسيمضيها العمال ورجال الأعمال، ممن نحسبهم القاعدة التي زكت الشخصين على رأس الباترونا والمركزية النقابية، لتخرج حكومة تبون بأياد نظيفة لم تشارك في إنهاء أسطورة الرجلين، بل إن الشرف سيكون لها بما أنها منحت الشريحتين الضوء الأخضر للقضاء عليهما دون تلويث يديها بذلك، أو الزج بنفسها تحت أي اتهام أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.