بتاريخ 18 ديسمبر 1976.
منذ أربعين سنة بالضبط، وفي مثل هذه الليلة تمكن عميد الأندية الجزائرية من تحقيق لقب تاريخي هو الأول بالنسبة للكرة الجزائرية، عندما توج بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة، حيث كان ذلك بتاريخ 18 ديسمبر 1976.
في تلك الليلة التي عاش فيها فريق مولودية الجزائر واحدة من أصعب المباريات أمام منافس قوي وصعب، وهو نادي حافيا كوناكري الغيني، حامل لقب المنافسة في الموسم الذي سبق، فالعميد دخل لقاء العودة وهو متأخر بثلاثة أهداف، حيث أن مباراة الذهاب انتهت بثلاثية نظيفة لصالح الغينيين، وقد نجح لاعبو المولودية في تحقيق فوز بنفس النتيجة في مباراة الإياب بالعاصمة.
وبعد نجاح المولودية في تعديل الكفة وتسجيل ثلاثية في لقاء الإياب، فقد احتكم الفريقان لضربات الجزاء، والتي ابتسمت للمولودية، ليحقق الفريق بذلك اللقب الإفريقي، وقبلها كان العميد قد فاز بالبطولة والكأس، وكان بذلك هذا الموسم هو موسم الثلاثية التاريخية.
وقد لعب العميد بين شهري أفريل وديسمبر 1976 عشر مباريات في المنافسة الإفريقية، والتي تم التتويج بها في النهاية، تحت قيادة المدرب زوبا عبد الحميد، والرئيس عبد القادر ظريف، ففي تلك الفترة تحققت ثلاثية البطولة، الكأس وكأس إفريقيا للأندية البطلة، وهو إنجاز لم يحققه أي ناد آخر في الجزائر.
وكانت بداية المغامرة في الدور الأول أمام أهلي بنغازي الليبي، فانهزم الفريق ذهابا في ليبيا بثلاثية مقابل هدفين، أما في مباراة الإياب فتم خطف بطاقة التأهل بعد الفوز بنتيجة 3-1، ليلاقي الفريق بعدها الأهلي المصري، وتم تحقيق فوز عليه بثلاثية نظيفة في ملعب 5 جويلية الأولمبي، وانهزم الفريق في الإياب بهدف دون رد، ليصل الفريق بعدها لمواجهة ليو يونيون الكيني، في لقاء تم الفوز به بنتيجة 6-3 وسط تألق كبير لعلي بن شيخ صاحب الرقم 6، وفي الإياب بكينيا فازت المولودية بهدف دون رد، أما في النصف نهائي، فوقعت المولودية في مواجهة إينوغو رينجرز النيجيري، فانهزم الفريق في نيجيريا بهدفين دون رد، لكنه رجح الكفة لصالحه في الإياب بثلاثية نظيفة، جعلته يلاقي حافيا كوناكري، فانتهى ذهاب النهائي بثلاثية نظيفة في كوناكري، في لقاء جرى في ظروف صعبة، وقد أسالت تلك المباراة الكثير من الحبر، مع تحكيم متحيز للفريق المحلي، أين طرد لاعبين من المولودية وهما علي بن شيخ وعبد النور بلمو، لكن تم السماح لبن شيخ بالمشاركة في لقاء الإياب من قبل الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، وهو اللقاء الذي جرى يوم 18 ديسمبر 1976 بالملعب الأولمبي 5 جويلية، وتحت أنظار أكثر من 80 ألف مناصر.
وكانت المولودية متفوقة بهدفين دون رد حتى الأنفاس الأخيرة من المباراة، عندما نجح "رجل الدقائق الأخيرة عمر بطروني" في تسجيل هدف جميل سمح للمولودية بالذهاب لركلات الترجيح، والتي فاز بها الفريق بنتيجة 4-1، وتمكن على إثرها العميد من معانقة اللقب الإفريقي الأول للمولودية وللجزائر أيضا.
عاشت المولودية الشعبية الجزائرية وتحيا جماهيرها الوفية .....والله يرحم رجالها
