لقد دفعت مجازر 8 ماي 1945 اللاعبين الجزائريين الذين كانوا يلعبون للأندية الفرنسية للانضمام للفرق المسلمة ، و منه فقد انتقل للعميد اللاعبان السابقان لجمعية سانت أوجان و يتعلق الأمر بـ إبرير و معوش ، ثم اتفقت الفرق فيما بينها على إلغاء قانون التواجد الإجباري للاعبين الأوربيين في الأندية المسلمة لأنهم لم يكونوا يفيدون الفريق في شيء بل كانوا براقبون تحركات المسيرين و الرياضيين خاصة و أن أغلبهم كانوا أعضاء في جبهة التحرير ، و بعد كفاح شديد تمكن مسيرو الأندية المسلمة من الوصول لمبتغاهم ، و بعد هذا أصبحت جميع الفرق المسلمة مشكلة من لاعبين مسلمين فقط.
مباراة 11 مارس 1956 وتوقف النشاط الرياضي من قبل الجزائريين
في يوم 11 مارس 1956 كانت هناك مباراة مهمة للعميد في ملعب سانت أوجان (بولوغين حاليا) ضد الجار الغريم جمعية سانت أوجان (فريق
فرنسي) ، و قد كان الملعب مكتظا عن آخره، حيث كل المؤشرات توحي بعدم مرور اللقاء على خير، فمن جهة كان جمهور المولودية غفيرا وحماسيا لأبعد الحدود، ومن الجهة المقابلة جماهير الفريق الخصم رفقة قوات الـCRS.
نشير إلى أنه قد واجه الأنصار الجزائريين صعوبات بالغة في الدخول للملعب، وتعرضوا لإهانات وتفتيش صارم و مهين ، اعتداءات من الشرطة لأدنى الأسباب، إلا أن هذا لم ينقص من إرادة هؤلاء الشبان لأنهم كانوا محفزين لرفع الألوان الوطنية عاليا .
انطلق اللقاء في أجواء مشحونة و تمكن الفريق المضيف AS St Eugène من افتتاح باب التسجيل قبل أن يتمكن العميد من التعديل في آخر لحظات اللقاء و هو ما فجر الفرحة عند أنصار المولودية، و هذا ما لم يتحمله الفرنسيون فبدؤوا يعتدون على كل من وجدوه أمامهم ليختلط الحابل بالنابل و تنشب معركة بين الجماهير و دخول لأرضية الميدان تدخل الشرطة زاد الأمر تعقيدا خاصة و أن الذنب الوحيد للجزائريين هو فرحتهم بهدف التعادل لتستمر المعركة إلى خارج الملعب حيث تم تسجيل الكثير من الإصابات و تحطيم أكثر من 30 سيارة ، و تم إلقاء القبض على الكثير من أنصار العميد و الزج بهم في السجن أين لقى العديد منهم حتفه بسبب التعذيب .
بعد هذه الأحداث بيومين أي في 13 مارس 1956 قرر مسيرو المولودية الانسحاب من المنافسة رغم النداءات المتواصلة للتعقل و عدم التسرع إلا أن القرار لا رجعة عنه، و هو ما جعل باقي الأندية المسلمة تتعاطف مع العميد و في مقدمتهم نادي إتحاد البليدة الذي انسحب من المنافسة مباشرة (كان ينشط مع العميد في القسم الأول) ، ثم التحق بهما باقي الفرق المسلمة على غرار : رائد القبة، إتحاد الحراش، وداد بلكور، …
تشكيلة الفريق في آخر مواجهة له قبل 1962
زايدي(الحارس)، عبد اللاوي، فرحاني، شايد، بورقيقة، بن حمو، حفار، زيتوني، حمدي، حداد، دحمون
الأندية 12 التي انسحابت من المنافسة
--
مولودية الجزائر، إتحاد البليدة(القسم الأول)
أولمبي سانت أوجان، وداد بلكور، نصر حسين داي، رائد القبة، إتحاد حجوط(القسم الثاني)
إتحاد الحراش، نجم الجزائر، شبيبة الجزائر(القسم الثالث)
إتحاد الجزائر، CCA(القسم الرابع)
ASPA(القسم الخامس)
و هذه بعض الصور الصادرة من الجرائد الموافقة لذلك التاريخ:
أحداث خطيرة بعد المباراة ذهب ضحيتها العديد من الأنصار بإصابات متفاوتة
أحداث شغب كبيرة تواصلت خارج الملعب
+ تكسير 38 سيارة
المولودية تطالب بتوقيف البطولة
اتحاد البليدة أول فريق يلبي طلب المولودية بالانسحاب من البطولة
وداد رويبة و رائد القبة يلتحقان بالعميد و ينسحبان من المنافسة
الرابطة الاستعمارية للجزائر تقرر مواصلة المنافسة رغم انسحاب الفرق المسلمة
المولودية و اتحاد البليدة يواصلان الظهور في جدول ترتيب بطولة القسم الأول رغم انسحابهما من المنافسة
(مع فوز الفرق المنافسة بنقاط المباريات التي ستجمعهم مع الفريقين المذكورين)
--
منقول