تعيش شوارع باب الوادي وكل
معاقل أنصار المولودية حركية غير اعتيادية قبل نهائي كأس الجمهورية، والذي
سيجمع العميد كما هو معلوم بالجار والغريم التقليدي اتحاد العاصمة في
الفاتح من ماي المقبل، ولو أن الحركية التي تسود كل معاقل الأنصار في تزايد
مستمر وكلما اقترب موعد المواجهة، وأهم ما يميز هذه الشوارع هي الرايات
الكبيرة وبمختلف أنواعها، ولو أن الغلبة كانت دوما للرايات العملاقة التي
احتلت فئات كبيرة في واجهة العمارات، مما يعني أن المولودية والشناوة
سيصنعون أجواء خيالية في المباراة، وسيكونون طرفا فاعلا في إنجاح العرس
الكروي المرتقب.
غياب التيفو جعل الأنصار يتوجهون لصنع الرايات العملاقة
ولعل الأكيد في الأمر أن السبب
الرئيس وراء تهافت أنصار مولودية الجزائر، على صنع رايات عملاقة تحسبا
للنهائي، هو تراجع ألتراس العميد في مقدمتها ألتراس «فير دي ليوني» عن صنع
تيفو في النهائي، واستحالة القيام به، مما جعل الأنصار يتفننون في صنع
رايات عملاقة سيتجاوز طولها عشرات الأمتار، والتي ستزين لا محالة مدرجات
ملعب 5 جويلية، ويبقى الأكيد في الأمر أن هذه الرايات لن تدع مكانا بأي حال
من الأحوال للرايات الصغيرة.
منافسة شرسة بين من يصنع أكبر وأجمل راية
هذا، ويسود تنافس كبير بين
أنصار المولودية وفي كل شوارع العاصمة، بما فيها باب الوادي، ساحة الشهداء،
ميسونيي وحتى شوارع المدنية والشوارع المجاورة، التي دخلت هي الأخرى الحرب
في من يصنع أكبر وأجمل راية بألوان المولودية، ورغم أن الغلبة في الوقت
الراهن تبقى في كل شوارع باب الوادي والذي يعتبر المعقل رقم واحد لـ
«الشناوة».
واجهات عمارات باب الوادي تزينت عن آخرها باللونين الأحمر والأخضر
وتبقى العلامة المسجلة في معاقل
أنصار المولودية، وبدرجة أكبر شوارع باب الوادي، هي واجهات العمارات التي
تزينت عن آخرها باللونين الأخضر والأحمر، وبالرايات التي غطت شرفات هذه
العمارات عن آخرها، وهو ما يعني أنه حتى العائلات أصبحت طرفا فاعلا في صنع
الفرجة في شوارع باب الوادي والشوارع المجاورة.
طاولات بيع أعلام وأقمصة النادي في كل مكان
وكما جرت عليه العادة، انتشرت
طاولات وبأعداد كبيرة، والخاصة ببيع أوشحة، أعلام النادي وكل ما له علاقة
بمولودية الجزائر، من أعلام وأقمصة للنادي، وكذا الرايات الخاصة بالسيارات
وكذا الرايات الصغيرة التي تعلق فوق واجهات السيارات، وتعرف عملية البيع
حركية كبيرة، وأصبح هذا النوع من التجارة مربحا ورائجا في ظل التهافت
الكبير من عاشق المولودية.
السيارات تزينت هي الأخرى بالأخضر والأحمر
وتبقى العلامة المميزة لكل
شوارع ومعاقل أنصار المولودية، وحتى شوارع العاصمة وضاوحيها، هي المئات من
السيارات التي باتت تجوبها، والمزينة بأعلام نادي مولودية الجزائر الصغيرة،
وكذا الرايات التي تزين واجهاتها، دون أن ننسى خروج العشرات من السيارات
للاحتفال في سهرة كل يوم، وهي إشارة ربما منهم إلى أنصار سوسطارة بأن الكأس
ستكون من نصيب العميد مهما كلف الثمن.
دعوات لحضور النهائي بزي موحد وبأقمصة النادي
ولم يقف عشاق العميد، عند هذا
الحد، بل وجه الأنصار النشطين دعوات إلى جميع الأنصار بحضور النهائي بزي
موحد، وارتداء قميص النادي، والتوشح بالوشاح الخاص بالمولودية العاصمية،
ولعل ذلك راجع إلى عزمهم إضفاء صورة رائعة في مدرجات ملعب 5 جويلية، مؤكدين
أن معركة المدرجات يجب أن تؤول إلى أنصار المولودية على حساب الإخوة
الأعداء.
سيناريو موسمي 2006 و2007 على كل لسان
هذا، ولا يدور حديث في معاقل
الأنصار، إلا عن موسمي 2006 و2007، أين فازت المولودية على اتحاد العاصمة
في نهائي الكأس في موسمين على التوالي، مؤكدين أن زعامة المولودية على
النهائيات التي جمعها باتحاد العاصمة ستتكرر هذا الموسم، ويذكر الأنصار
موسم 2006 وبعد ذلك كان انتظار مولودية الجزائر لكأس الجمهورية طويلا ومنذ
سنة 1983، أين فازت حينها المولودية بالكأس الخامسة وبنتيجة هدفين دون رد،
ويذكر عشاق العميد المفارقة التي حدثت في هذا النهائي، حيث سجل هدفي
المولودية اللاعب نور الدين دهام والذي كان أحد مهندسي التتويج، الذي سيكون
معنيا بتنشيط النهائي مع الاتحاد ضد ألوان فريقه السابق .كما يتذكر أنصار
المولودية الموسم الذي تلاها، تحديدا سنة 2007 أين فاز العميد على جاره
الاتحاد مرة أخرى وبهدف يتيم من توقيع اللاعب حجاج، إلا أنه كافيا
للمولودية للتتويج باللقب، وحمل الكأس السادسة.