بن شيخ يسقط كويسي في الصورة
قصة شباب بلوزداد مع مولودية العاصمة ، قصة قديمة بدات في الجزائر ايام قليلة بعد استرجاع السيادة الوطنية ، فبعدما كانت المولودية قبل الاستقلال عميد الاندية الجزائرية و الفريق الوحيد في العاصمة الذي يهواه كل العاصميين بالاضافة الى اتحاد العاصمة ، و اذ بشعاع فريق عاصمي كبير اخر راح يبزغ في الافق ايام قليلة بعد نيل الاستقلال انه شباب بلكور، الذي راح يهدد عرش الفرق العاصمية الاخرى من مباراة الى اخرى و من موسم الى اخر و هذا بحصده اللقب تلو الاخر و تفننه في طريقة لعبه بلاعبين كبار على راسهم الاسطورة لالماس.
هذا الداربي يجمع بين ابناء الحيين العتيقين المشهورين في العاصمة حي باب الواد و ماجاوره من جهة و حي بلكور و ما جاوره من جهة اخرى
احياء عريقة ... لاعبين نجوم ساطعة .... جماهير رائعة تعرف كرة القدم .... كل هذا لا يكون الا بين فريقين عاصميين كبيرين يتعلق الامر بشباب بلوزداد و مولودية العاصمة فكيف لا يكون الداربي بينهما كبيرا و رائعا ؟
كانت تجمع بين الفريقين علاقة وطيدة و رائعة ايام الزمن الجميل ... ايام الفن و الابداع ... حيث كان اللاعبون يبدعون فوق الميدان، و الجماهير يبدعون فوق المدرجات ، فيصفقون للفوز و الخسارة معا ، واهم نتيجة بعد المباراة تكون استمتاعهم ب 90 دقيقة من عمر المقابلة سواء ربحوا او خسروا و خروجهم بعدها جنبا الى جنب وهم يرددون: "الا جات دزيرية سياربي مولودية "
شعار كان يردده انصار الفريقين لعدة سنوات ايام كانت الفرجة و المتعة في الملاعب الجزائرية و كان مستوى الكرة في الجزائر راقي و اللاعبين يبدعون فوق الميدان حبا في النادي و امتاعا للجمهور بعيدا عن المصالح الشخصية و سرعان ما تبدد هدا الشعار، و تغير بتغير الاحوال في البلاد و بسبب من الاسباب تحولت المحبة الى صراع و مع الاسف لم يبق هذا الشعار الا عند بعض المناصرين الاوفياء الذين يعرفون كرة القدم سواء كانوا من شباب بلوزداد او من مولودية الجزائر، وهذا لتوثر هذه العلاقة في السنوات الاخيرة و نشوب بعض الحساسية بين الفريقين، الا ان هذا لم يتعدى بعض الالفاظ المتبادلة بين الفريقين و الحمد لله لم يحدث ابدا ان سجلنا اعتداءات بين انصار الفريقين فالمتالبة تكون لفظية فقط فوق المدرجات و في المقاهي تزيد احيانا من حلاوة اللقاء و من بينها ان انصار المولودية هم اول من ابتدع مقولة :" السياربي لحم لحلو" في المقابلة التي جمعت بينهم في رمضان و التي سبق لنا التحدث عنها في هذه الصفحة بالرغم من انه لم يتذوقوه في تلك المباراة و لا المباريات التي تلتها وهذا من خلال سيطرة الشباب على فريقهم في تلك السنوات.
الى هنا نطوي احداث هذه القصة الملخصة و الرائعة عن الشباب و المولودية على امل عودة تلك الداربيات الرائعة و الاهداف الكثيرة و الجماهير الغفيرة المتشوقة و المتعطشة الى رؤية وعودة فنون اللعب في الميادين الجزائرية التي غابت عنه في السنوات الاخيرة و هذا بعودة الكرة الجزائرية الى الواجهة فنجاح الداربي العاصمي من نجاح كرة القدم في الجزائر.