اليـــــــوم الفاتح من شهر نوفمبر ، الجزائر على موعد مع الاحتفــال
بالذكرى الخامسة و الخمسين لاندلاع ثورة التحريـــــــــر المجيــــــــــــدة
و التي انطلقت أولى رصاصــاتها على الساعــــــــة الثانية عشـــــر ليـــلا
في الأول من شـهر نوفمــــــــــــــــــــبر عـــــــــــــــــــــام 1954 م
معلنة عن بدء مرحلة جديدة في تاريخ الجزائـــــــــــــر
ألا و هي مرحلة التحريــــــــــــر و التي دامت 07 ســـــــنوات و نصف
كان حصيلتها مليون و نصف ملــــــــــــيون شهيد قتلوا في سبيل الله
لكي تحيا الجزائـــــــــر الحبيبــــــــة حــــــــــــرة مستقلـــــــــــــة
لذلك أردنا شبكة شعلة الأنوار الانشادية أن نستقبل الذكرى الخـالدة
و نحتفل بهـا هنا و لكي تشاركونا فرحتـــــنا
و فخرنا بأروع ثــورة سُطِّــــرَتْ في التــــاريخ بدمـاء الشهــــداء الأطهـار
و لكي نَستقي منها الدروس العظيمة و العِبَر التاريخــــية
و لكي نُرِيَ إخواننـــــــــا الفلسطينيين نموذجا خـــــــــــالدا
لشعب أبى أن يعيش تحت رِْبقَةِ الاستعمار الغاشــــــــــــــــم
و فَجَّرَ ثورة من أعظم الثورات الخالدة في الـــــــــــتاريخ
ثورة نوفمبر و مسيرة الكفاح و التحرير
من المعلوم تاريخيا أن فرنســـــــــــــا الحـــــــــــاقدة
قـــــــــــــامت باحتـــــــلال الجزر الحبيبة عام 1830
حيث نزلت قواتها بسيدي فرج في الرابع عشـــــــر من شهــر جــوان
عام 1830 و دام الاحتلال الغاشم قرنا و نصف القرن
و طيــــــــلـة تلك الفتـــــــــــــــرة قامت السياسة الفرنسية
على نهب ممتلكات الجزائريين و الاستيلاء على أراضيهم
و أموالهم ، و عاثت فرنسا في أرض الجزائر الطاهرة فسادا و قتلا و
تعذيبا و تدميرا ، و انتهكت حرماتهم و مقدساتهم الدينية
و رغم ذلك فلقد رافقت فترة الاحتلال مقاومة جزائرية شعبية مستميتة
للدفـــــــاع عن الأرض و المقدساــــــت و ثوابت الأمة
التي أرادت فرنســـــــــــا طمس معالمهـــــــــــــــــــا
و تــــوالت المقاومـــــات الشعبية في كل أنحاء الوطن
كمــــــــــــــا رافقهــــــــــا نضال سياسي طويــــــل
غيــــــــر أن ذلك كلــــــه لم يتحقق خلاله للجزائريين
هدفهـــــــــــــــــم في انتزاع الحريـــــــة و الاستقلال
أحداث الثامن ماي 1945 شاهد على وحشية الفرنسيين و صمود الجزائريين
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية يوم 08 ماي 1945 م
خــــــــــرج الجزائريــــــون في مظاهـرات سلميــــــــــة
للمشاركــــــــــة في احتفـــــــــالات العـالم بهذه المناسبة
و لمطالبة فرنسا بحقهم في الحرية و الاستقلال و التي وعدتهم بها لقاء
مشاركتهـــــــم إلى جانبهــــــــا في حربهـــــا ضد ألمانيا
غير أن رد فرنسا على تلك المظاهرات كان وحشيًّا قمعيًّا ، حيث تدخلت
قــــــــوات الجيش الفرنسي و فتكــــــت بالمتظــــــاهرين
ووقعت مجازر الثامن ماي الرهيبة التي دلت على وحشية و همجية و
فضاعــــــــــة و قســــــــــاوة المستدمر الفرنسي الغاشم
ما أُخذ بالقوة لا يُسترجَـــــــــــــــع إلا بالقوة
بعد أحداث الثامن ماي ، تيقَّنَ الجزائريون بأن ما أُخذ بالقوة لا يُسترجَع إلا بالقوة ،
و كانت هذه القنـــــــــــــــــاعة هي أول خطوة نحــــــو الثــــــــــــورة
االتي انطلقت في كل أنحاء الوطن ، و سرعان ما حقق مجاهدوا الجزائر
الشرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء انتصارت تلو الانتصـــــــــارات
و ضربوا للعالم بأسره أروع الأمثال في الكفاح و الجهاد من أجل الحرية و
سطَّــــــــــــــــــــــروا ملحمــــــــــــــة الصمــــــــــود و التحريـــــــــــر
و أصبح لثـــــــــــورة الجزائر صداها العـــــــــالمي
و أصبحـــــــــت قــــــــــدوة للشعـــــوب المضطهدة
و أصبحت الجزائـــــــــــــر الحبيبة حــــــــــــــــــــــــرة مستقلــــــــــــة
فهنيـــــــئا لك يـــــــــــــــا جزائـــــــــــــر بالاستقــــــلال
و هنيئا لك بأبطالك الشهداء الذين حرروك بدمائهم الزكية
و هنيئا لك بالمجاهدين الأوفياء الذين جاهدوا في سبيل الله و الوطن
فتحية إكبار و إجلال لكل شهدائنا الأبرار
و تحية تقدير و احترام و اعتراف بالجميل
لكل مجاهدينا الشرفــــــــــــــــــــــــــــــاء