عندما أصبحت الظروف صعبة في ليلة دوري الأبطال على ريال مدريد أمام بروسيا دورتموند، قرر جوزيه مورينيو إجراء بعض التعديلات، فطلب من رونالدو بالدخول أكثر إلى العمق ولعب بأوزيل على اليمين فتحول دي ماريا إلى اليسار، تغييرات آتت بأكلها متأخرة لكن شكل الأداء بشكل عام في الشوط الثاني تحسن بكثير، وبات الريال أخطر وأكثر امتلاكاً للكرة وأقل إهداراً لها من دون مبرر.
منذ بدء الموسم والشكاوى كثيرة من مستوى مسعود أوزيل، لكنه عندما لعب إلى اليمين يوم أمس كان أقل خسارة للكرة، بل كان في قمة تركيزه حتى الدقيقة الأخيرة والدليل قدرته على التسجيل من ركلة حرة مباشرة، كما أنه حقق أفضل من معدله لصنع الفرص هذا الموسم، فهو صنع 3 فرص محققة لفريقه في حين أن معدله تقريباً 1.9 فرصة في المباراة هذا الموسم.
اللاعب الأكثر لفتا لانتباهي عندما لعب ريال مدريد بهذا الشكل هو تشابي الونسو، فقد كان أكثر مباشرة بصنع الهجمات الخطيرة إضافه إلى دوره المعروف بضبط الإيقاع، وهو ما جعل الريال يستفيد أكثر من قدرات المايسترو وعدم الاكتفاء بدور واحد له في الهجوم.
دي ماريا ربما تأثر قليلاً من هذا الدور، لكن لو لعب أكثر على اليسار سيتأقلم أكثر ويستعيد لمساته الحاسمة والقاتلة.
الآن نتحدث عن اللاعب الأهم في كل هذه المعادلة .. كرستيانو رونالدو:
فقد كان ملاحظاً أنه في الشوط الثاني أقل خسارة للكرة، لأن إصراره على المغامرات الهجومية قل، وكاد أن يصنع أكثر من فرصة خطيرة بتمريراته من خلف المهاجمين فهو بالتأكيد أقوى شخصية من مسعود أوزيل في ذلك المكان.
ويجب أن نتذكر بأن رونالدو لعب لأول مرة في هذا المركز يوم أمس ضد فريق يعد الأفضل ربما في البطولة حتى الآن على مستوى التنظيم الدفاعي، لكنه لو تعرف أكثر على مكانه الجديد وتحركات اللاعبين من حوله فسوف يضيف شيئاً كثيراً على مستوى الخدمات الهجومية، حيث سيشارك أكثر في الكرات الهوائية أمام المرمى وسيكون قادراً على التصويب المباشر إضافة إلى قدراته المعروفة على التسجيل بطرق مختلفة.
لا أعتقد أن رونالدو سيتحول بشكل دائم إلى ذلك المكان بشكل مباشر، لكنني مؤمن تماماً بأن يوم أمس لن تكون المرة الأخيرة التي نراه فيه هذا الموسم، فكلما عانى الريال سيستخدم مورينيو هذا الأسلوب الذي أؤمن أنه أفضل بكثير من مسألة الدفع ببنزيما إلى جانب هيغواين معاً، والأسلوب الأخير لم ينجح أبداً كلما كان الريال يواجه ظروفاً صعبة وإن سجل كثيراً في لحظات الرخاء.