كتيبة بن شيخة في مهمة صعبة جدا لكنها لا تعترف بالمستحيل ورغم
أن موازين القوى بين الفريقين غير متكافئة تماما هذه المرة، وتميل بطريقة
واضحة للترجاويين الذين يوجدون في وضع معنوي مريح، وقد يكفيهم الفوز اليوم
على المولودية للعبور إلى مربع الكبار، عكس المولودية التي تقبع منذ
انطلاقة دور المجموعتين في المرتبة الأخيرة ولم تتذوق حلاوة الانتصار في
هذه الرهانات، لكن لاعبي "العميد" يصرون على لعب مباراة العمر أمام الترجي
والعودة إلى الجزائر بالزاد كاملا، من أجل تأجيل حسم هوية المتأهلين إلى
غاية الجولة الأخيرة وتشريف الكرة الجزائرية حتى في حال الإقصاء.
اللاعبون نسوا صدمة القبائل ولا يتحدثون إلا عن الفوز وضع
لاعبو مولودية الجزائر الخسارة القاسية التي تكبدوها، في أول مباراة محلية
لهم في تيزوي وزو أمام شبيبة القبائل في سلة المباريات المنسية، رغم
الصدمة التي تعرضوا لها بسبب الطريقة الساذجة التي ضيعوا بها العودة
بالتعادل على الأقل، حيث عرف المدرب عبد الحق بن شيخة كيف يقحمهم في أجواء
المباراة الهامة والمصيرية التي تنتظرهم سهرة اليوم أمام الترجي، إذ لمسنا
رغبة جامحة لدى زملاء كودري في لعب مواجهة بطولية وتحقيق الفوز، في محاولة
أخيرة لتبييض صورتهم بعد الخيبات المتتالية التي تعرضوا لها منذ انطلاق دور
المجموعتين.
يعولون على معرفة بن شيخة للترجي والكرة التونسية لخلط الحسابات ورغم
أن أشد المتفائلين في بيت المولودية يعتبرون أن الفوز على الترجي في
المنزه، وسط الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق أمرا مستحيلا (رغم أن
المستحيل لا يوجد في عالم الكرة)، إلا أن لاعبي "العميد" جاهزون لرفع
التحدي ويعولون على معرفة مدربهم الجديد عبد الحق بن شيخة لخفايا الكرة
التونسية، والترجي الذي كان "الجنرال" شبحه الأسود أيام كان مدربا
للأفريقي، يحدث هذا في الوقت الذي يتحدث مدرب المولودية الجديد بنوع من
التحفظ، ويؤكد أن الترجي تغير كثيرا وموازين القوى بينه وبين المولودية في
الوقت الحالي غير متكافئة ومن الصعب الفوز عليه في رادس.
حضور 10 آلاف مناصر تونسي فقط سيكون نعمة المولودية وعكس
مباراة المولودية الأخيرة في تونس أمام النادي الإفريقي في رادس، لحساب
نهائي كأس شمال إفريقيا والتي لعبت بحضور ما يقارب 50 ألف كلوبيست، فإن
الأمور ستكون مختلفة تماما هذه المرة لاختلاف الأوضاع الأمنية بين عهدة بن
على وتونس ما بعد الثورة، حيث رفضت وزارة الداخلية طبع أكثر من 10 آلاف
تذكرة وهو ما يعني أن الملعب سيبدو شبه فارغ، وسيجد لاعبو الفريقين أنفسهم
بعيدين عن أي ضغط وهو الأمر الذي سيكون نعمة للاعبي المولودية وسيعزز فرصهم
في العودة بالنقاط الثلاث.
الصراعات الثنائية ستكون شديدة، والفوز بها سيكون أهم مفاتيح الفوز وحسب
ما يتوقعه المتتبعون هنا في تونس سواء من معسكر المولودية أو حتى
التوانسة، فإن مباراة الليلة لن تكون مفتوحة وستلعب على جزئيات صغيرة فقط،
كما أن الفوز بالصراعات الثنائية التي ستكون كثيرة وفي مختلف الخطوط أيضا
سيكون أحد أهم مفاتيح الفوز، حيث توحي كل المؤشرات إلى أن مدربي الفريقين
سيفرضان رقابة لصيقة على لاعبي المنافس، الذين سيأتي منهم الخطر سواء من
جهة "العميد" أو في كتيبة نبيل معلول.
الحكيم النيجري لغز ولابد أن يكون في المستوى وتبقى
النقطة الوحيدة التي يتخوف منها الجميع هنا في تونس، هو طاقم التحكيم الذي
عينته الكاف لأدارة داربي الليلة أمام الترجي، حيث كانوا يتمنون إسناد
المهمة لحكم معروف من شمال إفريقيا لإبطال كل الشكوك بدلا من النيجيري
سالمون يوكبو الذي سيدير مواجهة اليوم، ويبقى لغزا حقيقيا مادام مسؤولو
المولودية لا يعرفون عنه شيئا، لكنهم يتمنون أن لا تكون هيئة حياتو قد
أخطأت مرة أخرى وأن يكون الحكم في المستوى ولا يظلم أحدا.
==============================
سيعتمد على خطة 4 -4 -2 بن شيخة يحفز لاعبيه بمولودية 1975، يشدد اللهجة ويحذر من الدراجي، المساكني ونجونغ
مر
مدرب مولودية الجزائر عبد الحق إلى السرعة القصوى، في تحضير لاعبيه من
الجانبين النفسي والفني لمواجهة الليلة، حيث أصبح يستعمل كل الطرق المشروعة
لتحفيز لاعبيهم ووضعهم في صورة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، كما شدد
الناخب الوطني السابق اللهجة وأكد أنه لا يريد أي لاعب غير جاهز ويخفي عليه
الأمر.
أكد لهم أن الترجي ليس أحسن من المولودية "اللي ماتو عليها الرجال"وقد
وظف بن شيخة في لقائه أمس مع لاعبيه ورقة تاريخ المواجهات بين المولودية
والأهلي، حتى يؤكد لهم أن حظوظهم في مباغتة الترجي رغم عدم تكافؤ موازين
القوى يبقى ممكنا، وما عليهم سوى أن يتسلحوا بالعزيمة ويشدو الهمم، كما
ذكرهم بما فعله جيل باشي، بطروني وزنير سنة 1975 لما قهروا أبناء باب
السويقة في المنزه، وأكد لهم أن المولودية لا تقل شأنا عن الترجي ولابد أن
يتذكروا دوما أنهم يدافع عن ألوان الفريق الذي ضحى من أجله الرجال منذ
تأسيسه.
بن شيخة: "هذه مباراة الرجال، واللي ماشي قادر غير يجبد روحو"ومن
بين الأمور التي لا يهملها المدرب عبد الحق بن شيخة في خطابه مع لاعبيه،
وبطريقة فيها الكثير من الترهيب والتحسيس بالمسؤولية، فقد أكد بن شيخة أنه
لا يمكنه أن يضع الرسم التكتيكي والأسماء التي تخدمه دون أن يسأل لاعبيه من
الجهاز ومن الذي يشعر أنه غير قادر حيث يتحدث دائما بلغة واحدة" هذه
مباراة الرجال ،اللي ماشي قادر غير يجبد روحو ،أرفض أن يخدعني أي لاعب
ويقول أنه جاهز لأجل إسمه فقط ثم يترك بن شيخة يواجه بما أنني الذي إخترته
وتحملت مسؤولياتي".
سيعلب بـ4 -4 -2، التشكيلة واضحة و"الجنرال" يرفض "التفلسيف"ورغم
أن المدرب عبد الحق بن شيخة يبدو مرتاحا ولا يشعر بأي ضغط، بحكم أنه لن
يكون مسؤولا عن نتائج الفريق في المغامرة الإفريقية، حسب ما اتفق عليه مع
المسيرين عند توقيع العقد، إلا أنه يريد فعلا أن يباغت الترجي في المنزه
ويعود بنتيجة إيجابية، حيث ينوي الاعتماد على طريقة لعب المولودية
التقليدية 4 -4 -2 بعيدا أن التفلسيف الزائد كما صرح لنا به أمس، كما أكد
بن شيخة أنه يجب أن لا نتوقع أي مفاجأة من تشكيلة تنقلت إلى تونس بـ14
لاعبا وبحارسين فقط.
عز الدين سيجد أمامه دفاع الأهلي المصري والقبائل أيضاورغم
أن بن شيخة رفض أن يفصح عن التشكيلة الأساسية، قبل الاجتماع الفني الذي
سيعقد مع أشباله صبيحة اليوم، إلا أننا علمنا من مصادرنا الخاصة أن عز
الدين سيكون الحارس الأساسي، وسيجد أمامه رباعي الدفاع بصغير، بابوش، زدام
والكامروني موبي تونغ، الذي أصبح قطعة أساسية في تشكيلة "العميدط وهي
الأسماء التي أصبحت أكثر انسجاما بعدما لعبت مع بعضها في مباراة الأهلي
المصري في 5 جويلية وأمام شبيبة القبائل في البطولة الثلاثاء المنصرم.
كودري وداود سيتكفلان بالدراجي والمساكني اللذين يعرفهما بن شيخة جيداكما
سيشهد خط الوسط الدفاعي بعض التعديلات مقارنة بما كان عليه في مباراة
القبائل، خاصة مع عودة اللاعب فريد داود في ظل غياب غازي الذي لا يملك
إجازة إفريقية، حيث سيتولى رفقة كودري تكسير هجمات الترجي واسترجاع الكرات،
كما كلفهما بن شيخة بفرض رقابة لصيقة على الدراجي والمساكني، اللذين
يعتبرهما بن شيخة مفتاحي الفوز في الترجي، إلى جانب وجدي البوعزي
والكامروني يانيك نجونغ.
عطفان سيتولى بناء الهجمات وبرملة إلى جانبه
لن
يجد المدرب عبد الحق بن شيخة أي حل آخر، سوى الاعتماد على الثنائي برملة
وعطفان في بناء الهجمات وتموين ثنائي الهجوم بالكرات الثمينة، خاصة في ظل
غياب براجة الذي سيتكفل برملة تعويضه رغم أنه ظهر بعيدا عن مستواه المعهود
في المباريات التي شارك فيها لحد الآن، وتبقى الآمال كلها معلقة على عطفان
الذي يتمتع بكامل إمكاناته ولقي إشادة بن شيخة، مانويل جوزيه وحتى الشناوة
الذين أكدوا أنهم لم يشعروا معه برحيل مقداد.
كل الآمال معلقة على عمرون ودوادي في الهجومويبقى
الأمر الوحيد الذي يقلق المدرب عبد الحق بن شيخة واكتشفه في أول مباراة له
أمام القبائل، هو عقم الهجوم الذي سجل هدفا وحيدا من أربع جولات في
المغامرة الإفريقية منذ انطلاق دور المجموعتين، وتبدو مهمة هجوم المولودية
شبه مستحيل أمام قوة دفاع الترجي، خاصة في ظل غياب الكامروني هيرفي أسالي
الذي يبقى مؤثرا رغم نقص فعاليته، ولذلك فإن كل الآمال معلقة على عمرون
ودوادي، الذي يبقى قادرا على صنع الفارق في أي لحظة بفنياته وتوغلاته
الخطيرة.