السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
في اطار الجولة السادسة عشر لبطولة القسم الوطني الاول سوف يحتضن ملعب 5 جويلية الاولمبي سهرة الجمعة داربي من نوع خاص ، كان دائما و لايزال قمة مواجهات الجولة ، انه الداربي العاصمي بين شباب بلوزداد و مولودية العاصمة. من خلال هذا الموضوع سنعرف القصة المختصرة لهذا الداربي العاصمي الذي لطالما حافظ على عاداته و تقاليده وشد اليه أنضار المتتبعين والمناصرين .
في اطار الجولة السادسة عشر لبطولة القسم الوطني الاول سوف يحتضن ملعب 5 جويلية الاولمبي سهرة الجمعة داربي من نوع خاص ، كان دائما و لايزال قمة مواجهات الجولة ، انه الداربي العاصمي بين شباب بلوزداد و مولودية العاصمة. من خلال هذا الموضوع سنعرف القصة المختصرة لهذا الداربي العاصمي الذي لطالما حافظ على عاداته و تقاليده وشد اليه أنضار المتتبعين والمناصرين .
قصة شباب بلوزداد مع مولودية العاصمة ، قصة قديمة بدات في الجزائر ايام قليلة بعد استرجاع السيادة الوطنية ، فبعدما كانت المولودية قبل الاستقلال عميد الاندية الجزائرية و الفريق الوحيد في العاصمة الذي يهواه كل العاصميين بالاضافة الى اتحاد العاصمة ، و اذ بشعاع فريق عاصمي كبير اخر راح يبزغ في الافق ايام قليلة بعد نيل الاستقلال انه شباب بلكور، الذي راح يهدد عرش الفرق العاصمية الاخرى من مباراة الى اخرى و من موسم الى اخر و هذا بحصده اللقب تلو الاخر و تفننه في طريقة لعبه بلاعبين كبار على راسهم الاسطورة لالماس.
هذا الداربي يجمع بين ابناء الحيين العتيقين المشهورين في العاصمة حي باب الواد و ماجاوره من جهة و حي بلكور و ما جاوره من جهة اخرى
احياء عريقة ... لاعبين نجوم ساطعة .... جماهير رائعة تعرف كرة القدم .... كل هذا لا يكون الا بين فريقين عاصميين كبيرين يتعلق الامر بشباب بلوزداد و مولودية العاصمة فكيف لا يكون الداربي بينهما كبيرا و رائعا ؟
الشباب و المولودية في البطولة
اول مباراة جمعت بينهما كانت لحساب ثاني بطولة جزائرية موسم 1963-1964 و كانت بنتيجة تاريخية 4-0 تداول في تسجيلها كل من كلام و اعراب و عاشور و لالماس ، نتيجة لا تقبل أي جدل لصالح شباب بلكور في عقر دار المولودية بملعب بولوغين ، بداية تبشر بما هو آت.... بعدها في مباراة الاياب الشباب يفوز بهدف يتيم مقابل لا شيء في ملعب 20 اوت.
فترة السبعينيات : كانت فترة ذهبية بالنسبة للمولودية سيطرت فيها على الكرة الجزائرية و الافريقية و لكنها لم تستطع السيطرة على الجار شباب بلكور.
ففي موسم 1976-1977 المولودية كانت بطلة افريقيا كلها ماعدا شباب بلكور لانه تغلب عليها في مناسبتين ذهاب و اياب بطولة ذلك الموسم ، والاياب كان بنتيجة تاريخية لا تقبل أي جدل 4-0 ابدع فيها ابناء بلكور وعبثوا بابطال افريقيا كما لم يعبثوا بهم من قبل و سجلوا اثقل نتيجة بين الفريقين الى يومنا هذا , وبذلك المولودية كانت قد بسطت سيطرتها كلها على افريقيا لكنها لم تستطع الاطاحة بجارها العنيد شباب بلكور.
لكن هذا لم يمنع من فوز المولودية في تلك الفترة في بعض من المناسبات ابرزها كانت في موسم حين تغلبت على رفقاء كويسي ذهابا و ايابا و بنتائج عريضة 3-0 و 4-5 في 20 اوت تسع اهداف كاملة سجلت في تلك المقابلة بين عملاقين كبيرين الشباب و المولودية.
في الموسم الموالي الشباب يفوز في بولوغين ب 1- 0 من تسجيل زيتون و المولودية تفوز في 20 اوت ، بعدها لم يلتقي الفريقين لثلاث مواسم متتالية بسبب سقوط المولودية الى القسم الثاني و اختتم اخر موسم في فترة الستينيات بعد عودة المولودية الى القسم الاول بفوز شباب بلكور ذهابا و ايابا .
فترة الثمانينات تميزت بكثرة التعادلات بين الفريقين مع بعض السيطرة من طرف شباب بلوزداد ، و تميزت ايضا بسقوطهما الى جحيم القسم الثاني موسم 85-86 بالنسبة للمولودية و موسم 88-89 بالنسبة للشباب.
لقطة شهيرة بين الصديقين بن شيخ من المولودية و كويسي من شباب بلوزداد في احد الداربيات
بعدها المولودية لم تستطع الفوزعلى الشباب لسبع سنوات متتالية من موسم 94 -95 الى موسم 01-02 و حتى موسم تتويج المولودية بلقب البطولة في 98-99لم تستطع فك عقدة الشباب بعد تعادل ب 2-2 في الذهاب و 2-0 في الاياب و كان شباب بلوزداد في ذلك الموسم الملاحق المباشر للمولودية بعد تصدرها المجموعة وسط غرب و التي تاهلت بعد ذلك للنهائي امام متصدر المجموعة وسط شرق شبيبة القبائل .
وما يبين اكثر مكانة و قيمة هذا الداربي لدى الكثير من العاصميين هو حضور حوالي 80 الف متفرج من كلا الفريقين في امسية من اول ايام رمضان موسم 99-00 فلو كان الداربي في السهرة لاستقطب اكثر و لكن بالرغم من ذلك جلب اليه الالاف بالرغم من انها مقابلة عادية في بداية البطولة ، و رغم مشقة الصيام الا ان الفرجة كانت مضمونة فوق الميدان و المدرجات و الكثير مازال يتذكر ذلك الداربي و كانه لعب بالامس.
و هدا فيديو من تلك المقابلة
http://katou90.blogspot.com/2008/11/mca-crb-0-0.html
شدبة و لعزيزي قائدا الفريقين في صورة تذكارية طاليس و خلفه عامر بن على في احد الداربيات
صايفي و بختي
في السنوات الاخيرة الداربي بين المولودية و الشباب فقد الكثير من بريقه المعتاد و لم يعد ذلك الداربي الذي يصنع الحدث في ارجاء العاصمة و يجلب اليه الالاف من المناصرين و المتتبعين ، وهذا لعدة ظروف اهمها خروج الداربي من العاصمة و لعبه خارجها، فراح يستصغره الكثير و ينسى قيمته و هيبته العديد من جيل اليوم و لكن يبقى كل عارف لكرة القدم في الجزائر محافظا لتلك الذكريات الجميلة بين الفريقين و املا ان تعود في اقرب وقت و بذلك تعود الفرجة و الفرحة لاحياء البهجة.
و بالرغم من كل هذا الا ان هذا الداربي مازال يصنع المفاجاة ففي موسم 2004 فاز شباب بلوزداد على المولودية في سهرة ليلة العيد بثلاثية كاملة في مباراة رائعة.
و هدا فيديو لتلك المقابلة
https://www.dailymotion.com/video/kZQ93QjyRCxp4BhaFw
و في موسم 2009 فازت المولودية على الشباب بنتيجة 4-3 ، سبع اهداف كاملة سجلت في هذه المقابلة المجنونة.
و هذا فيديو لهذه المقابلة:
https://www.youtube.com/watch?v=eMPs5ArKTDg
و من المعروف و مميزات هذا الداربي العاصمي انه قل ما انتهى بالتعادل السلبي فكثيرا ما عرف تسجيل العديد من الاهداف الرائعة و الكثيرة و هذا ما يفسر 174 هدف سجلوا من كلا الفريقين في البطولة الوطنية من مجموع 78 مقابلة التي لعبت بينهما منذ الاستقلال.
الشباب و المولودية و صدفة كاس الجمهورية
كل هذا كان فيما يخص البطولة اما منافسة الكاس فالحديث عنها شىء اخر، فبالرغم من ان الفريقين لم يلتقيا كثيرا الا انه و في كل مرة يلتقيان فيها الا و تكون قمة ذلك الدور من كاس الجمهورية ، ومن الطريف و الغريب ان الفائز في تلك المقابلة يذهب بعيدا في تلك المنافسة اما بتتويجه او بتنشيطه للنهائي.
التقا الفريقين 4 مرات و كانت الغلبة متساوية مرتين للشباب و مرتين للمولودية.
و اول مقابلة بينهما كانت في الدورالربع النهائي من تصفيات كاس الجمهورية لسنة 1979 و انتهت بالتعادل 1-1 و فازت المولودية بضربات الترجيح و فازت بعدها بالكاس لذلك الموسم امام .
بعدها التقى الفريقان مرة اخرى و كان ذلك في الربع النهائي من كاس الجمهورية لسنة 1983 اين فازت المولودية ب 1 مقابل 0 و فازت بعدها بالكاس بعدما التقت بجمعية وهران في النهائي .
بعدها التقيا الفريقين في الدور الربع النهائي سنة 1988 و فاز شباب بلوزداد في سهرة رمضانية رائعة ب 2-0 بعدما دامت المقابلة يومين لانها تعدت منتصف الليل لتلك السهرة و وصل بعدها شباب بلكور الى النهائي و قابل الجار اتحاد العاصمة الا ان الكاس ضاعت منه و الحظ كان لصالح الاتحاد في ضربات الترجيح.
و شاءت الاقدار ان لا يلتقيا بعدها الفريقين لمدة عشرين سنة كاملة الى غاية 2009 اين التقيا من جديد في الدور 16 من الكاس و لكن في ظروف اسوا من السابق و في ملعب خارج العاصمة في تيزي وزو وعادت الغلبة للابيض و الاحمر بعد تالق الحارس الرائع لشباب بلوزداد سيد احمد فلاح في صد ضربات التارجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي ، بعدها الشباب يصل الى النهائي و يفوز بالكاس السادسة و يلتحق بالمولودية في عدد الكؤوس.
العلاقة بين الفريقين
كانت تجمع بين الفريقين علاقة وطيدة و رائعة ايام الزمن الجميل ... ايام الفن و الابداع ... حيث كان اللاعبون يبدعون فوق الميدان، و الجماهير يبدعون فوق المدرجات ، فيصفقون للفوز و الخسارة معا ، واهم نتيجة بعد المباراة تكون استمتاعهم ب 90 دقيقة من عمر المقابلة سواء ربحوا او خسروا و خروجهم بعدها جنبا الى جنب وهم يرددون: "الا جات دزيرية سياربي مولودية "
[size=16]شعار كان يردده انصار الفريقين لعدة سنوات ايام كانت الفرجة و المتعة في الملاعب الجزائرية و كان مستوى الكرة في الجزائر راقي و اللاعبين يبدعون [/size]فوق الميدان حبا في النادي و امتاعا للجمهور بعيدا عن المصالح الشخصية و سرعان ما تبدد هدا الشعار، و تغير بتغير الاحوال في البلاد و بسبب من الاسباب تحولت المحبة الى صراع و مع الاسف لم يبق هذا الشعار الا عند بعض المناصرين الاوفياء الذين يعرفون كرة القدم سواء كانوا من شباب بلوزداد او من مولودية الجزائر، وهذا لتوثر هذه العلاقة في السنوات الاخيرة و نشوب بعض الحساسية بين الفريقين، الا ان هذا لم يتعدى بعض الالفاظ المتبادلة بين الفريقين و الحمد لله لم يحدث ابدا ان سجلنا اعتداءات بين انصار الفريقين فالمتالبة تكون لفظية فقط فوق المدرجات و في المقاهي تزيد احيانا من حلاوة اللقاء و من بينها ان انصار المولودية هم اول من ابتدع مقولة :" السياربي لحم لحلو" في المقابلة التي جمعت بينهم في رمضان و التي سبق لنا التحدث عنها في هذه الصفحة بالرغم من انه لم يتذوقوه في تلك المباراة و لا المباريات التي تلتها وهذا من خلال سيطرة الشباب على فريقهم في تلك السنوات.
لاعبون لعبوا للفريقين
يوجد الكثير من اللاعبين الكبار الذين لعبوا لكلا الفريقين من بينهم طاهير لموي دحماني باجي سالمي و اخرهم يونس و غيرهم الذين حملوا الوان الشباب و المولودية و تالقوا معهم و كثيرا ما لم يتقبل انصار الفريقين تحويل لاعبهم الى الجار الاخر خاصة حين يتعلق الامر بلاعب مدلل للفريق الشان بالنسبة لفيصل باجي الذي لم يتحمل انصار شباب بلوزداد تنقله الى صفوف العميد بعدما كان ركيزة اساسية في فريق لعقيبة شانه شان يونس سفيان و لكن بالعكس فانصار المولودية هم الذين لم يتحملوا انتقال مدللهم يونس الى صفوف شباب بلوزداد.
[size=16]لموي في صفوف المولودية لموي مع شباب بلكور[/size]
الى هنا نطوي احداث هذه القصة الملخصة و الرائعة عن الشباب و المولودية على امل عودة تلك الداربيات الرائعة و الاهداف الكثيرة و الجماهير الغفيرة المتشوقة و المتعطشة الى رؤية وعودة فنون اللعب في الميادين الجزائرية التي غابت عنه في السنوات الاخيرة و هذا بعودة الكرة الجزائرية الى الواجهة فنجاح الداربي العاصمي من نجاح كرة القدم في الجزائر.