عادت مولودية الجزائر أول أمس من الشلف بفوز ثمين جدا أكدت به الفوز الذي
حققته أمام اتحاد العاصمة وعزّزت به موقعها مع كوكبة المقدمة إذ بقي الفارق
نفسه عن الرائد وفاق سطيف (10 نقاط) واتحاد الحراش (6 نقاط) لكن الفارق
بين المولودية عن الملاحقين شباب بلوزداد وشباب قسنطينة تعمق إلى أربع
نقاط، كما أن المولودية ستستفيد من اللعب في أرضها في الجولة المقبلة أمام
شبيبة بجاية، فرغم غياب الجمهور بداعي العقوبة إلا أن أشبال مناد عازمون
على مواصلة سلسلة الانتصارات من أجل إنهاء الموسم في أحسن مرتبة ممكنة
وضمان مشاركة عربية أو قارية الموسم المقبل.
"العميد" كان الأحسن واستحق الفوز
وباعتراف
كثيرين ممن كانوا في ملعب الشهيد بومزراڤ أول أمس حتى من أنصار الفريق
المحلي فإنّ المولودية استحقت الفوز في هذه المباراة طالما أن رفقاء قاسم
مهدي كانوا أحسن تنظيما فوق أرضية الميدان وفازوا بجل الصراعات الثنائية
بدليل الفرص الكثيرة التي ضيعوها، كما أن الرغبة في تحقيق الفوز كانت ظاهرة
من جانب العاصميين الذين استغلوا الوضعية الصعبة التي يتواجد فيها المنافس
لتدعيم رصيدهم بثلاث نقاط ثمينة.
بوڤش الشبح الأسود ويوقّع الخامس أمام "الشلفاوة"
كان
حاج بوڤش السم القاتل في الدفاع الشلفي ورجل المباراة من دون منازع وكان
وراء جل الفرص الخطيرة التي صنعها فريقه بداية باللقطة التي ارتطمت فيها
كرته بالعارضة في (د20) وهي اللقطة التي أدخلت فريقه في المباراة جيدا، كما
كانت المناسبة مع توقيعه أول هدف له مع المولودية في ثالث مباراة له بعد
التحاقه بالفريق العاصمي في "الميركاتو"، ليبرهن مرة أخرى على أنه الشبح
الأسود للجمعية بدليل أن هذا الهدف هو الخامس له أمام الشلف في المباريات
الأربع الأخيرة له أمام هذا الفريق.
المولودية لم تفز على الشلف منذ أن غادر الفريق
وكان
بوڤش قد صنع آخر فوز حققته المولودية أمام الشلف في 2010 بهدف دون رد في
ملعب 5 جويلية قبل أن يغادر الفريق نحو الإمارات، فبعد ذلك كانت السيطرة لـ
"الشلفاوة" الذين حققوا في المقابلات الخمس الأخيرة ثلاثة انتصارات
وتعادلين، إلى غاية لقاء أول أمس عندما طرد بوڤش النحس وقاد المولودية بهدف
حاسم إلى العودة إلى العاصمة بفوز مهم جدا.
ياشير يكرّر سيناريو الاتحاد وتمريرات قاسم على طريقة الكبار
زيادة
على بوڤش الذي تمكن من منح الإضافة إلى هجوم المولودية وتحرير جاليت أكثر
فإن ياشير يتواجد في لياقة طيبة في الأسابيع الأخيرة، فبعدما كان دخوله
موفقا أمام اتحاد العاصمة لما كان وراء الهدف الذي سجله جاليت فقد دخل
أساسيا أمام الشلف، وفي لقطة الهدف تخلّص من مراقبة المدافعين بعد تمريرة
حاسمة من قاسم مهدي بنفس طريقة هدف اتحاد العاصمة ليجد ياشير نفسه وجها
لوجه مع الحارس لكنه لم يكن أنانيا ومرّر على طبق إلى بوڤش الذي سجل الهدف
الوحيد، كما أنّ ياشير تسبب في طرد زاوي الذي عرقله في وقت كان مهاجم
"العميد" متوجها إلى الشباك، ومن جهته أكد قاسم مهدي أنه يعطي التوازن إلى
خط الوسط وتمريراته أصبحت حاسمة على طريقة اللاعبين الكبار.
حشود وغازي كانا من أحسن اللاعبين
من
جانبه برهن حشود على أنه استرجع نسبة كبيرة من إمكاناته وأنّ لياقته
البدنية تحسّنت كثيرا مقارنة بما كان عليه في مرحلة الذهاب بسبب تضييعه
تربص بولونيا، فقد كان في الشلف رفقة غازي من بين أحسن العناصر في الدفاع
ولم يتعب رغم أنه كان يصعد كثيرا للهجوم، كما ضيّع هدفا قاتلا في الوقت بدل
الضائع عندما خرجت كرته فوق العارضة، وهو ما يرشّحه للحفاظ على منصبه في
الجهة اليمنى من الدفاع، فيما استرجع غازي عدة كرات في الوسط ولعب بإرادة
وشارك في عدة هجمات.
النقطة السلبية كانت في كثرة الفرص الضائعة
ورغم
أنّ بقية اللاعبين لم يخيّبوا ونعني شاوشي الذي أنقذ مرماه من هدف التعادل
في (د69) وجغبالة، بشيري، مترف، بابوش، جاليت، يعلاوي، أكساس وداود، إلا
أن النقطة السلبية في تشكيلة المولودية في هذا اللقاء هي كثرة الفرص
الضائعة، إذ عبّر المدرب مناد من على كرسي الاحتياط عن غضبه الشديد من
تضييع عدد كبير من الفرص في الشوط الأول وخاصة في المرحلة الثانية بعد طرد
زاوي، إذ اندفع المحليون كليا نحو الهجوم لمعادلة النتيجة وتركوا مساحات
فارغة في الخلف استغلها رفقاء بابوش في شن هجمات معاكسة خطيرة، فتوالت
الفرص الضائعة عن طريق جاليت، مترف، يعلاوي وحشود في وقت كان يجب توقيع هدف
لتفادي أي مفاجأة غير سارة في الدقائق الأخيرة.
"العميد" سيبحث أمام بجاية عن ثالث انتصار على التوالي
ومهما
يكن فإنّ المولودية عادت من الشلف بكامل الواد وحققت فوزا مهما أكدت به
عودتها القوية في الأسابيع الأخيرة بعد الفوز على الجار اتحاد العاصمة،
لتنذر شبيبة بجاية التي ستنزل ضيفة على المولودية في الجولة المقبلة، فرغم
أنّ الشبيبة تمرّ بمرحلة صعبة وسجلت عدة إخفاقات متتالية إلا أن مهمة مناد
وأشباله لن تكون سهلة خاصة في غياب "الشناوة" وهم مطالبون بتحقيق الفوز
للبقاء في المقدمة قبل التنقل إلى سيدي بلعباس في الجولة 21.