بدا واضحاً لجميع متابعي كرة القدم الإيطالي ولعشاق نادي ميلان خصوصاً أن مالك الفريق سيلفيو بيرلسكوني قد قرر الانخراط أكثر في شؤون الفريق، حيث عمد إلى زيارة مقر النادي مرتين في أسبوعين وقام بحضور مباراته مع اليوفنتوس ونزل غلى غرف ملابس اللاعبين بعد الانتصار وهنأهم، وجزء من هذا الانخراط هو التدخل بتشكيلة الفريق عبر تصريحات ناعمة لا يملك المدرب أليغري سوى الخضوع لها خاصة أن نتائج الفريق ليست على المستوى المطلوب .
بيرلسكوني تدخل مرتين حتى الآن ، المرة الأولى خلال زيارته الأولى للميلانيلو حيث أخبر المدرب بأنه لا يحب أسلوب اللعب بثلاثة مدافعين وأنه يفضل رؤية بواتينغ خلف المهاجمين بدلاً من لاعب ارتكاز فما كان من أليغري إلّا أن عاد لخطة ٤-٣-٣ متحجّجاً بحاجة الشعراوي لذلك والثانية في آخر زيارة عندما صرّح بأن روبينيو لاعب مدهش ويستحق أن يكون أساسياً وإذ بروبينيو يبدأ المباراة أمام اليوفي وهو الأمر الذي فاجأ الصحافة التي لم تتوقع تواجده على الإطلاق .
بطبيعة الحال لن يعجب هذا الأمر لا مشجعي الميلان ولا مدربهم ، لكن ولإحقاق الحق فمنذ أن أخذ أليغري بهذه النصائح التي أعطاها الرئيس والنتائج في تحسن مستمر ، فالفريق نجح في معادلة نابولي على أرضه وانتزع فوزاً هاماً على أندرلخت أهله إلى الدوري الثاني من دوري أبطال أوروبا وأخيراً الفوز الهام على اليوفنتوس، ورغم أن الفوز الأخير مثير للجدل لكن الأداء العام لفريق ميلان بات أكثر تماسكاً ويقدم أداءاً أفضل على أرضية الميدان .
بيرلسكوني أثبت بشكل قاطع بأنه يفهم كرة القدم جيداً جداً وتدخلاته تعطي دائماً أثرها، والأهم أنه يعرف متى يتدخل وأين .. والجميع يذكر الديربي عام ٢٠٠٤ بين الميلان والإنتر الذي انتهى شوطه الأول بهدفين مقابل لاشيء للإنتر وهنا تدخل بيرلسكوني وطلب من المدرب كارلو أنشيلوتي إدخال مهاجم ثان بجانب شيفشينكو فكان أن أدخل جون دال توماسون ليقلب النتيجة من ٢-٠ إلى ٣-٢ وينتصر الفريق ، لكن يبقى الأمل أن يتدخل بيرلسكوني في الفريق مالياً بنفس فاعلية تدخله الفني في الانتقالات الشتوية القادمة .