كل الأمم الكروية الكبرى التي تسيطر على عالم الكرة وتصنع الحدث فيه بتتويجاتها ونجومها هي الأكبر مساحة وسكانا، وأصغرها الأرجنتين يقطنها أزيد من 39 مليون نسمة، وحتى البلدان التي عادت للسيطرة على عالم الكرة ومنها إسبانيا جاوز عدد سكانها 47 مليون نسمة، كما أن المنتخبات التي تحوز أكبر عدد من كؤوس العالم تتمتع بالمساحة الشاسعة وأيضا بعدد السكان الكبير جدا وهي البرازيل وألمانيا وإيطاليا وحتى فرنسا، لأجل ذلك فشلت هولندا والمجر والتشيك برغم حبّ مواطنيها للكرة من السيطرة في غياب العدد الكبير من السكان الذي يعني عددا ضخما من ممارسي الكرة.
ويبدو تخوّف الجزائريين أحيانا من بعض المنتخبات في غير محله، خاصة في كأس أمم إفريقيا القادمة رغم أن كل المنتخبات سبق لها وأن شاركت في كأس العالم، وهو ما جعل فوج الكان الذي سيلعب فيه الخضر الأكثر صعوبة.
ويبلغ تعداد سكان كوت ديفوار 19 مليون نسمة يقطنون في بلاد فقيرة جدا لا تزيد مساحتها عن 300 ألف كلم2، كما أن تعداد سكان تونس لا يزيد عن 10 ملايين نسمة في مساحة تبلغ 160 ألف كلم2 فقط، بينما تعتبر الطوغو من البلدان الفقيرة والصغيرة في القارة الإفريقية، فما بالك على المستوى العالمي، حيث لا يزيد تعداد سكانها عن 6.7 ملايين نسمة يسكنون مساحة بحجم ولاية جزائرية صغيرة تبلغ 60 ألف كلم مربع، بينما يبلغ تعداد سكان الجزائر أزيد من 36 مليون نسمة أي أكثر من سكان البلدان الثلاثة مجتمعين بنصف مليون نسمة، وتبلغ مساحة الجزائر قرابة مليونين وربع مليون كيلومتر، أي أكبر من مساحة البلدان الثلاثة التي تواجه الجزائر في أمم إفريقيا بأكثر من أربع مرات وتكاد مساحة ولايتين وهما إليزي وتمنراست تضاهي مساحة البلدان الثلاثة مجتمعة، ولا نتحدث هنا عن الإمكانيات المادية واحتياطي الصرف، لأنه لا مجال إطلاقا للمقارنة، ولا عن عالم الكرة، حيث يوجد العشرات من محترفي الكرة خارج الجزائر وداخلها، وهو ما يعني أن تخوف الجزائر من الفوج الذي ستواجه فيه منافسيها في كأس أمم إفريقيا القادمة بجنوب القارة في غير محله، والمنطق يقول أن الجزائر عليها أن تلعب من أجل التتويج، لأنها الأكبر مساحة والأكثر ثراء وكثافة سكانية، وعودتها باللقب الإفريقي هو الذي يجب أن يكون دون اعتبار ذلك بالمفاجأة أو الإنجاز الكبير.