أثرى العداء الجزائري، توفيق مخلوفي، رصيد الجزائر في تاريخ الألعاب الأولمبية، بميدالية جديدة بإهدائه، أمس، بالملعب الأولمبي بلندن، ميدالية ذهبية في سباق ال1500متر، بعد تفوقه على أقوى وأصحاب الاختصاص العالميين، مسجلا وقتا قدره (3د و34ث و08ج).
تقدم مخلوفي على الأمريكي ليونيل مانزو الذي حل ثانيا بوقت قدره (3 د و34 ث
و79ج)، فيما حل المغربي عبد اللاتي إيغيدر ثالثا بوقت (3 د و35 ث و13 ج).
وجاء
السباق تكتيكيا، وقد بدا فيه مخلوفي أنه استفاد من درس سباق نصف النهائي،
من خلال إلحاحه على عدم التأخر عن كوكبة المقدمة، فبعدما انفرد بالمقدمة مع
ضربة الانطلاقة، تنازل مخلوفي عنها، تاركا المغربي، عبد اللاتي إيغيدر،
يتولى قيادة الكوكبة، قبل أن يتراجع مخلوفي إلى المركز الخامس، وهو يتابع
السباق عن قرب، في الوقت الذي أخذ عداء كيني المقدمة. وقد عانى مخلوفي من
مضايقة العداء الكيني الذي أراد منعه من التسلل إلى المقدمة، إلا أن تجربة
مخلوفي حالت دون وقوعه في فخ العدائين الكينيين الثلاثة الذين اعتمدوا
تكتيكا ضد العداء الجزائري.
وقد استمر مخلوفي في فرض إيقاعه الخاص في السباق، قبل أن يقرر رفع سرعته
في ال150 متر الأخيرة، منفردا بالمقدمة وابتعد عن أقرب منافسيه، وحل في
الريادة عند خط الوصول، تاركا منافسيه يتنافسون على المرتبتين الثانية
والثالثة. وأشار مخلوفي، عند إعلان فوزه، إلى الراية الوطنية التي كانت
عالقة فوق قميصه أمام كاميرات العالم، في رسالة أراد ابن مدينة سوق اهراس أن يقول من خلالها إن الجزائر توجد في القلب.
وتوجه البطل الأولمبي الجديد لسباق ال1500 متر إلى أعضاء الوفد الجزائري،
بالمدرجات لتلقي التحيات والتهاني، تتقدمهم البطلة الأولمبية، نورية مراح
بنيدة، التي سارعت إلى معانقته، لتقديم له التحيات على إنجازه. وبدا مخلوفي
أنه لم يتأثر كليا بالضجة التي أثيرت حول مشاركته في سباق الدور نصف
النهائي لسباق ال800متر، مثلما بدا أنه استطاع تجاوز الإصابة التي كان
يشتكي منها قبل السباق.
وتعد ميدالية مخلوفي الأولى من نوعها للبلدان العربية المشاركة في الأولمبياد، والأولى للمشاركة الجزائرية في الأولمبياد الحالي، والأولى أيضا في تاريخ الجزائر، منذ آخر ميدالية ذهبية توجت بها العداءة نورية مراح بنيدة، في أولمبياد سيدني، في نفس السباق عام .2000
وعاش الوفد الجزائري ليلة خاصة في لندن
بعد تتويج مخلوفي، وقد قضى أعضاء الوفد ليلة بيضاء احتفالا بالميدالية
الذهبية التي خففت الضغط على مسؤولي الوفد، بعد إخفاقات الرياضيين الأولين
المشاركين في الأولمبياد.