درّاڤ يكشف كل شيء ل”الهدّاف”... “الوفاق ربحنا بلاعبه رقم 12، وإذا حبّو المولودية تدّي البطولة لا يتركونا وحدنا مثل اليتامى في 5 جويلية”
“حتى في أعوام الهبطة كنت أواجه المولودية بألوان القبائل أمام مدرجات مكتظة عن آخرها”
إنهزمتم اليوم (الحوار أجري بعد اللقاء) في منعرج البطولة وفي وقت كانت الهزيمة ممنوعة عليكم؟
بصراحة، أنا متأثر كثيرا ولا أظن أنني سأجد العبارات المناسبة لأعبّر لكم عن حزني العميق بعد هذه الهزيمة التي لم تكن مستحقة في نظري لأننا لعبنا جيدا وكنا في عدة فترات من المباراة أحسن من الوفاق. أظن أن نتيجة التعادل كانت الأقرب إلى المنطق، لكن كرة القدم ليست علما دقيقا ونتيجتها النهائية قد تحسم على جزئيات بسيطة. كما أن أمورا عديدة سارت ضدنا وجعلتنا نخسر في النهاية رغم أنه كان من المفترض أن لا ننهزم.
عن أي أمور تتحدث؟
هزيمتنا غاضتني كثيرا لأننا كنا متقدمين في النتيجة، والهدف المبكّر الذي سجلته كان من المفترض أن يعطينا نوعا من الثقة ونحارب فوق الميدان حتى نحافظ على الأسبقية، لكن العكس هو الذي حدث حيث لم نفرح سوى٤ دقائق بعد أن عادل مترف النتيجة والأكثر من ذلك فقد تلقينا هدفا آخر بعد 5 دقائق. صراحة هذا أسوأ سيناريو، فلما تتلقى هدفين تافهين وبتلك الطريقة أكيد أنك ستخسر في النهاية.
ومن المسؤول عن الهدفين في رأيك، الدفاع، الحارس أم الخطة التي لعبتم بها اليوم لم تساعدكم؟
يجب أن لا يتنصل كل واحد فينا الآن عن مسؤولياته ويحاول تحميل المسؤولية للطرف الآخر. نحن في هذا الفريق مثل عائلة واحدة ومثلما نفرح جميعا عند الفوز علينا أن نتحمّل المسؤولية جميعا عند الخسارة حتى ولو يكون السبب فيها لاعب معيّن أو شخص معيّن، وعوض أن نبقى نبحث عن الشخص المسؤول علينا أن نطوي صفحة هذه الهزيمة المرّة بسرعة ونحاول إيجاد موضع الخلل قبل مباراة الثلاثاء القادم أمام مولودية العلمة.
أنصاركم لم يتنقلوا بقوة اليوم، ولم يتعد عددهم 300 مناصر، ألم يؤثر فيكم هذا؟
ولماذا تريدنا أن نتأثر؟ كنا نعلم مسبقا أن “الشناوة” لم يتنقلوا بقوة إلى سطيف نظرا للكلام الكثير قيل بشأن هذه المباراة وتوعّد بعض السطايفية لأنصارنا بالجحيم، لكن الذي يحز في أنفسنا نحن اللاعبين هو مقاطعة أنصارنا لمبارياتنا حتى في 5 جويلية... لما تجد أن الجمهور السطايفي يكون دائما في الموعد كلما يكون فريقه بحاجة إليهم “تغيضك عمرك”، فرغم أنهم “شبعو” ألقاب في السنوات الأخيرة إلا أنهم يملؤون الملاعب في المباريات المصيرية وما شاهدناه اليوم بأم أعيننا وفي نهائي كأس الجزائر في 5 جويلية يبقى أحسن دليل على صحة كلامي.
نفهم من كلامك أن الجمهور صنع الفارق في مباراة اليوم ورجح كفة الوفاق؟
بالإضافة إلى الهدفين التافهين اللذين تلقيناهما، فإن جمهور الوفاق صنع الفارق أيضا وكان حقا اللاعب رقم 12 وآزر فريقه بكل قوة، لذلك أطلب من أنصارنا أن يأخذوا العبرة من هذه المباراة، ورسالتي لهم هي أنهم إذا أرادوا أن تفوز المولودية بالبطولة يجب أن يعودوا إلى المدرجات في اللقاءات المتبقية ويحفزونا أكثر ولا يتركونا نصارع وحدنا في 5 جويلية مثل اليتامى. بصراحة لقد سئمنا هذه الوضعية وكرهنا كل مرة تبريرات جديدة، المناصر الحقيقي يظهر في وقت الشدة ويضحي من أجل فريقه ولا يبقى في بيته ويتحجج بالأمطار، الحرارة، العمل، غلاء التذاكر وما يشابه ذلك.
وما هي في رأيك الأسباب التي جعلت الأنصار يصرون على مقاطعة مبارياتكم حتى وأنتم في الريادة؟
لا أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال ولو تجرون عملية سبر آراء ستكتشفون لوحدكم النتائج. ما فاجأني أكثر هو أننا نحتل الريادة منذ انطلاقة البطولة ونقترب في كل جولة من اللقب أكثر فأكثر ومع ذلك فإن هذه النتائج لم تحرك جمهورنا الذي بقي متمسكا بموقفه. كما يعلم الجميع أنا مناصر للمولودية منذ الصغر وما كان يعجبني فيها كثيرا هو جمهورها الوفيّ، حيث ما زلت أتذكر جيدا الأجواء الرائعة التي صنعها بملعب 5 جويلية في نهائي الكأس أمام إتحاد العاصمة، وما يثير استغرابي أكثر هو أنني كنت أواجه المولودية بألوان الشبيبة أمام مدرجات مكتظة حتى والفريق يلعب دون هدف أو يصارع من أجل البقاء.
صراحة، هل ما زلت متفائلا بفوز فريقكم بالبطولة بعد أن أصبح الوفاق يُقاسمكم الريادة الآن وقبل 3 جولات فقط عن نهاية البطولة؟
صحيح أننا ضيّعنا مباراة البطولة، لكننا لم نضيع البطولة. علينا أن نلعب المباريات الثلاث المتبقية التي تنتظرنا في 5 جويلية بكل قوة، نفوز وننتظر نتائج الوفاق لأن مصيرنا الآن لم يعد في أيدينا فقط. أتمنى أن تسير الجولات المتبقية في نزاهة ويكون الفائز بالبطولة في النهاية جدير بذلك. يجب أن نخوض كل مباراة بعقلية المحاربين ونفكر فيها كأنها مباراة كأس وإذا كانت البطولة تريدنا وكتب الله لنا فسنكون سعداء بها وإذا لم يكن لنا فيها نصيب فعلينا أن نرضى بقسمتنا ولا أظن أن المرتبة الثانية ستكون مخيّبة لأن فريقنا شاب كما عانينا من عدة مشاكل منذ بداية الموسم.
كثر الحديث وسط “الشناوة” عن وجهتك المستقبلية خاصة في ظل الشائعات التي تقول إنك تفاوضت مع وفاق سطيف، فأين سنشاهد دراڤ الموسم القادم؟
صراحة أنا لا أفكّر حاليا في العروض وما يهمني كما قلته وصرحت به من قبل هو أن أفوز بالبطولة وأرد جميل المولودية التي جعلت اسمي يسطع أكثر فأكثر. وحتى أكون صريحا معكم أؤكد أنني لم أتفاوض لا مع الوفاق ولا مع غيره، لأنني أعطي الأولوية للاحتراف كما أؤكد لكم أنني بنسبة 90 من المائة لن أبقى في الجزائر لأنه حان الوقت لذلك وإذا لم أحترف الآن فإن حظوظي في ذلك ستتقلص أكثر فأكثر وإذا “ما كتبش المكتوب” فسأبقى في المولودية وفي الجزائر لن ألعب لأي فريق آخر غيرها... لكن على المسيرين أن يقيّموني جيدا.
تبدو مصرا على الإحتراف رغم أنك فشلت في الاختبارات التي أجريتها مؤخرا مع فريق ديجون الفرنسي؟
أنا لاعب طموح ولست من الأشخاص الذين يستسلمون بسهولة، لذلك أؤكد لكم أنني سأحترف بنسبة كبيرة جدا وأرجوك لا تسألني عن العروض التي لديّ لأنني لن أكشف عنها حاليا. أما عن فريق ديجون فإن الحكاية وما فيها هي أن مسؤولي هذا الفريق كانوا يريدونني دون مقابل أو مقابل منحة زهيدة وفق ما يتماشى مع إمكاناتهم، ولذلك أرادوا “يحرڤوني” حتى لا ألعب في فرنسا لأي فريق آخر غير فريقهم، إذ لا يعقل أن أعجب المدرب والرئيس ثم يتفاوضون مع مناجيري ليقولوا إنني ناقص بدنيا في النهاية وهو التناقض بعينه لأنه لو كنت ناقصا فلماذا تفاوضوا بشأني
جريدة الهداف