لا تسمح لأحد أن يملأ فنجانك !! ..
لا تسمح لأحد أن يملأ فنجانك املأه بإرادتك !!
الدكتور إبراهيم الفقي
الكاتب والمحاضر العالمي ورائد التنمية البشرية
كان هناك شاب عرف أن هناك رجلاً صينيا حكيما من ً
الممكن أن يدله على معنى الحكمة ومن الممكن ان
يعرّفه كيف يتحكّم في أحاسيسه و اعصابه، قال له الناس:
إن هذا الرجل يعيش فوق جبل وإذا قابلك فأنت محظوظ !!
لم يضيع الشاب وقته فاستقل الطائرة و سافر وذهب الى المكان
وظل منتظراً. أخبروه أن الحكيم سيقابله فذهب إليه وطرق الباب
وأخذ ينتظر. تركوه منتظراً ثلاث ساعات حتى اشتدّ غضبه وعندئذٍ
فتحت الباب سيّدة عجوز و أخبرته ان الحكيم سياتي إليه حالاً.
ولكن ذلك لم يحدث بل جاءه الرجل بعد ساعة
وكان الشاب قد وصل إلى قمة الضيق و الغضب .
جاء الرجل العجوز ورأى الشابُ أنه بسيط
جداً يلبس ملابس بسيطة، وعندما جلس بجانبه
شايا ؟ سأله :هل تحب أن تشرب
اشتد غضب الشاب وقال في نفسه: هذا
الرجل المجنون! تركني أنتظر ثلاث ساعات
بالخارج ثم تركني هنا ساعةً دون أن يعتذر ثم
يسألني إن كنتُ أريد أن أشرب شاياً؟
وظل الشاب يتكلّم وهو غاضب، فقال له
الحكيم مرةً اخرى، أتحب أن تشرب شاياً؟ فلمّا رآه الشاب مصرّاً، قال له هات الشاي
فأحضرت له السيدة الشاي في إبريق كبير، وقال له العجوز: أتحب أن أصب لك الشاي؟ فقال له تفضل ارجوك !!
العجوز يصب الشاي حتى ملأ الفنجان وأخذ يسيل و أخذ
على الطاولة كلّها إلى أن وقف الشاب غاضباً وقال له :
ما هذا الذي تفعله معي؟ هل أنت مجنون ..؟؟
عندئذٍ نظر إليه الحكيم وقال: قد انتهى
هذا الاجتماع. تعال إليّ عندما يكون فنجانك فارغاً. ثم نهض
ليتركه وقال له :.
راقب فنجانك! لا تدعه يمتلئ بغير اذنك
بدأ الشاب يدرك الأمر ويقول لنفسه: لقد
أضعت كل هذا الوقت، ثم تحمّلتُ كلّ ما فعله معي، والآن أتركه يذهب؟
لا بد من أن أغير أسلوبي معه !
ثم قال للعجوز: أنا آسف جداً، لقد جئت إليك من آخر الدنيا فمن
فضلك علّمني شيئاً مفيداً، فقال له: لكي تستطيع العيش في الدنيا بطريقة إيجابيّة عليك أن تلاحظ فنجانك
فقال له الشاب: ما معنى ذلك ؟
فقال له الحكيم: عندما تركناك تنتظر
ثلاث ساعات كيف كان إحساسك؟
فقال الشاب : في البداية كان إيجابياً ثم بدأت
أتعصب وأغضب شيئاً فشيئاً حتى كدت أنفجر، لكننّي كنت
مصمّماً على مقابلتك.
فقال له الحكيم: وكيف كان إحساسك عندما
البيت ؟ تركناك ساعةً في
فرد الشاب :كنت غاضباً أكثر واكثر ؟!
فقال له الحكيم: وعندما صببتُ الشاي في
حجمه ؟ الفنجان؟ هل من الممكن أن نصبّ في الفنجان قدراً أكبر من
الفنجان؟ وماذا حدث عندمااستمر صب الشاي في
سال الشاي على الطاولة كلها.
فقال له الحكيم: وهذا بالضبط ما حدث
لأحاسيسك. جئت إلينا بفنجان فارغ، فملأناه إلى أن بدأ يطفح،
وهذا يسبب لك أمراضاً
لو أردت ان تعيش سعيداً في حياتك فعليك ان تلاحظ فنجانك،
ولا تسمح لاحد أن يملأه لك بغير اذنك.
انتهى الاجتماع، وبينما الشاب يهمّ بالمغادرة
قال له الحكيم :
مهلاً يا عزيزي، أنسيت أن تدفع ألف
دولار أجرة الدرس؟ فامتلأ فنجان الشاب مرة ثانية !!
........
وأنت، من يملأ فنجانك؟
هل تسمح لكل ما حولك أن يملا
فنجانك؟
نفترض أنّك استيقظت من نومك سعيداً
جداً وفنجانك فارغ. أليس كذلك ؟
دخلت الحمام فلم تجد ماءً، فبدأ
الفنجان يمتلئ. وإذا كان الصابون في عينيك وانقطعت المياه ماذا يحدث للفنجان؟
سيمتليء أكثر. جاءت المياه ولكن فجاةً شدّ أحدهم السيفون
فنزل الماء مغليّاً على رأسك .. ماذا سيحدث ؟
أخيراً أنهيت استحمامك وخرجت لتستقل
سيارتك فوجدتها لا تعمل... كيف حال
الفنجان؟اشتغلت السيارة، ركبتها وانطلقت فوجدت
شرطة في الطريق. تركوا كل الناس وأمسكوا بك أنت! فما حال
فنجانك؟
أو كنت سائراً في الطريق والناس من
حولك والكل ذاهب إلى عمله، وإذا بكلبٍ يترك كل
الناس ليعضّك أنت بالذات... فما حال فنجانك ؟
ثم ما إن دخلت باب مكان العمل حتى
قالوا لك: الآن أتيت؟ المدير يسأل عنك. اذهب إليه فوراً لقد تأخّرت! كيف حال
الفنجان؟
ثم تذهب إلى المدير: فيقول لك، أعلم
أنك قد تأخّرت، ولكن هذا ليس مهماً. إن الوظيفة والترقية التي طلبتها قد تمّت
الموافقة عليها. ألف مبروك! كنت أسأل عنك كي أهنّئك! كيف حال الفنجان
الآن !!
بدأ فنجانك يفرغ، ولكن أحدهم يسرع
إليك ليقول: البوليس يتصل بك! إن بيتك قد احترق (لا قدّر الله) فيفيض فنجانك مرة أخرى .
ألم يحن الوقت كي نتحكّم في أحاسيسنا
ونعيش أهدافنا ونستخدم قدراتنا لمصلحتنا بدلاً من أن نستخدمها في الإضرار
بأنفسنا؟
أحاسيسك وقود حياتك فأي و********
تختار؟.
إدراكك للشيء هو بداية لتغيير هذا
الشيء السلبيّ. إن لم تدرك فلن تتغيّر، وهذا من ضمن
الأمور الأساسيّة في عمليّة
التغيير. لذلك ينبغي أن تبقي فنجانك فارغاً،
وتملأه بأحاسيس إيجابية وتجعله دائماً
في المتوسّط. إن فعلت هذا فسوف تتحسّن صحّتك وستكون أفكارك أفضل وسلوكيّاتك أحسن،
وبالتالي ستكون نتائجك
أفضل.
يقول لي بعض الناس "الحياة ليست
عاديّة". من قال إن الحياة عاديّة!، ويقول البعض
"لا أستطيع أن أفهم الحياة" ..الحياة لا تفهم
وإنّما تُعاش لحظةً بلحظة. لن يمهلك الموت حتى تفهم، لذا عش لحظةً
بلحظة. بحبّك لله هبها له، ثمّ حقق أهدافك. لا
وقت للّوم، فلا تهدر وقتك وقدراتك .
املأ فنجانك بما يرضيك حتى لا يبقى في
حياتك متسعٌ لما لا يرضيك
اعتاد شخص وانا اعتبره المثال الاعلى لي
أن يجيب حين يسأل عن حاله بقوله: "أنا في حالة رائعة ولا يستطيع أحدٌ
أن يغيّر ذلك"
أعجبتني هذه الإجابة جداً
أرجو أن يعجبكم الموضوع ولا تسمحو لأحد أن يملأ فناجينكم..
تقبلو مروري.