حديث عن التحاق بن شيخة
بالعارضة الفنية لـ''الخضر'' في المونديال
هل يمكن التفاؤل خيرا بقدرة المدرب الوطني رابح
سعدان تحقيق حلم ملايين الجزائريين في تسجيل نتائج إيجابية في مونديال جنوب
إفريقيا 2010، بالنظر إلى دخوله مرحلة الشك في إمكاناته العلمية قبل ثلاثة أشهر من
العرس العالمي؟ ما يدفعنا إلى ترقب مشاركة على شاكلة مونديال مكسيكو عام .1986
كان رابح سعدان، حتى بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا
بأنغولا، يؤمن إيمانا قاطعا بأن إدخال تعديلات جذرية على التشكيلة الوطنية، تحسبا
لنهائيات كأس العالم، يتنافى مع المبادئ العلمية لتحضير فريق وطني قبل 4 أشهر من
أكبر منافسة عالمية؛ حيث كان يتطلع إلى تدعيم المنتخب بما لا يزيد عن ثلاثة عناصر
فقط ممن تألقوا من المحترفين في الفترة التي تسبق كأس العالم، ليفاجئ ''الشيخ'' الجميع
باستغنائه عن عدة عناصر.
وهو ما يطرح عدة تساؤلات وعدة تخمينات، وهي: إما أن
سعدان غير مقتنع بكفاءاته العلمية، أو تأثر بالضغوط الجماهيرية التي جعلته ينصاع
لمطالبها، أو تلقى أوامر فوقية من أقرب مرؤوسيه لاتخاذ هذا القرار، الذي لم يأت في
أوانه وبالكيفية التي تم الإعلان عنه، حتى إذا افترضنا أنه صائب.
وبعد أن تنازل رابح سعدان عن هذه القناعة، لا يستبعد أن
يتنازل عن أمور أخرى عندما كان في موضع قوة أمام الاتحادية، بفعل المساندة التي
كان يلقاها سابقا من قبل الأنصار بعد تحقيق التأهل إلى المونديال وكأس أمم
إفريقيا، والظهور بوجه مشرّف في المنافسة القارية بأنغولا، ألا وهم مساعدوه، بعد الأخبار
التي وصلت إلى رئيس ''الفاف'' بأنهم كانوا وراء تسريب الأخبار في تربص
''لوكاستولي'' بفرنسا. علما أن ''الشيخ'' كان ولا يزال لحد الآن متشبثا بأعضاء
طاقمه الفني حتى ولو تطلّب منه ترك منصبه. لكن لا يستبعد أن يدفع روراوة المدرب
الوطني إلى الموافقة على تدعيم العارضة الفنية، ليس من باب نقص كفاءة مساعديه،
وإنما من باب الخطأ المهني. ما يجعل إمكانية التحاق عبد الحق بن شيخة واردة جدا
لمساعدة سعدان تحسبا للمونديال، خاصة إذا علمنا وأن المنتخب المحلي لا تنتظره
منافسات خلال تلك الفترة.
ومن جهة أخرى، يبدو أن الناخب الوطني قد فقَد صوابه جراء
الضغوط التي تعرض لها سواء من قبل الصحافة الوطنية التي حمّلته مسؤولية الأداء
الباهت الذي قدمه رفاق زياني في المباراة الودية الأخيرة أمام صربيا، أو من قبل الجماهير
العريضة التي انقلبت على ''الشيخ'' رأسا على عقب.. وإلا كيف يقدم سعدان على الكشف
عن اللاعبين ''المطرودين'' قبل أن يتم معاينة اللاعبين المحترفين الذين تم
اقتراحهم عليه سواء من ''الفاف'' أو من الصحافة الوطنية.. وبالتالي، كان من اللائق
التريّث أياما قليلة قبل التربص المقرر يوم 20 ماي المقبل، للكشف عن القائمة
المختارة لمونديال .2010
المصدر * جريدة الخبر *