الصفقة كلّفت 18 مليارا والأشغال دامت 26 شهرا
الأمطار
تفضح أرضية ملعب 5 جويلية
كشفت الأمطار التي تساقطت على العاصمة، أول أمس، عورات
أرضية ملعب 5 جويلية 1962 الأولمبي، خلال المباراة التي جمعت مولودية الجزائر
بوفاق سطيف.
وخلال كل
مجريات اللّعب، بدا واضحا بأن الأرضية كانت ثقيلة جدا بفعل تساقط الأمطار، ما جعل
لاعبي الفريقين غير قادرين على التحكّم في الكرة، بسبب برك المياه الكثيرة. ما
يطرح عدّة تساؤلات بشأن حقيقة الأشغال التي جرت بالملعب، والتي كانت تتعلّق أساسا
بإنشاء مجارٍ للتصفية وتسييل المياه مثلما هو حاصل في أكبر الملاعب العالمية. وهو
نظام يسمح بتسريب مياه الأمطار نجو مجار خاصة، حتى لا تتأثر أرضية الميدان، ويصبح ممكنا
إجراء مباريات كرة القدم تحت الأمطار دون أية صعوبة.
وحسب خبير في العشب الطبيعي، وطريقة إنجاز المجاري في أرضيات الملاعب الكروية، فإن
عدم تغيّر حال أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي بعد الأشغال التي عرفتها الأرضية،
وتواجد برك مائية كثيرة، يعني بالضرورة بأنه لم يتم إنشاء مجاري تصفية المياه أو هي
مسدودة. معتبرا بأن هذا الوضع غير مفهوم، على اعتبار أن ملعب 5 جويلية تم غلقه لمدة 26 شهرا، وكلّفت أشغال إعادة فرش أرضيته بالعشب الطبيعي من الشركة الهولندية ''كوينس غراس'' 18 مليارا، هدفها الرئيسي هو إنشاء مجاري تصفية المياه، حتى نحافظ
على الأرضية ونتفادى البرك المائية خلال المباريات التي تجري تحت الأمطار.
والغريب
في الأمر، أن مشروع إعادة فرش أرضية ملعب 5 جويلية بالعشب الطبيعي الذي تم عن طريق
مناقصة في عهد رشيد زروال، الرئيس السابق لديوان المركب الأولمبي ''محمّد
بوضياف''، كان بمقدوره أن يكلّف نصف ما طلبته الشركة الهولندية التي تم تكليفها، حسب مصدر عليم بفرش الأرضية بالعشب الطبيعي، دون وضع
نظام مجاري تصفية المياه، حيث عرضت شركة جزائرية 9 ملايير سنتيم، غير أنها لم تفز بالصفقة.
وأوضح
مصدرنا، بأن عددا من الخبراء الجزائريين سبق لهم التأكيد بأن العشب الطبيعي الذي
وضعته الشركة الهولندية ''غير صالح لبلدان شمال إفريقيا، بسبب اختلاف المناخ''.
وهو ما تجلّى خلال المباراة الأولى بين منتخبي الجزائر والأوروغواي الودية. حين
أكد عدد من اللاّعبين بأن الأرضية غير صالحة، وطالبوا بالعودة إلى ملعب مصطفى
تشاكر بالبليدة. ما يعني أن أرضية ملعب 5 جويلية الحالية غير مطابقة للمواصفات،
وأن المباراة الودية بين الجزائر وصربيا يوم 3 مارس المقبل لن تكون على أرضية جيدة.
المصدر *جريدة الخبر *