ي الجزائر ارضاء الناس غاية لا تدرك، فمهما حاولت فانك ستجد من سيعارضك
فالنجاح في الجزائر لا يكون عندما لا تنال أي انتقاد، و انما يكون عندما تنال أدنى انتقاد
لم يأتي على رأس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رئيس الا و وجد من يعارضه
بل أن أغلبية الشعب ستقف ضده و لو أنها تكون قد انتخبته بأغلبية ساحقة من قبل
لن أكثر في الحديث بهذا الخصوص حتى لا أخرج عن سياق الموضوع و حتى لا أدخل
في عالم السياسة الذي يبدو كمشهد مظلم لا مكان فيه للخير في وقتنا هذا .
المدرب رابح سعدان مدرب له تجارب كثيرة جدا مع المنتخب الوطني، تراوحت بين الفشل التام
و النجاح النسبي، ففي سنة 1986 فشل الشيخ سعدان في فرض منطقه و سلطته على اللاعبين
مما أدى الى اقصاء المنتخب الجزائري من الدور الأول لمونديال المكسيك بعدما كان مرشحا
للذهاب بعيدا و لو أن الأداء حينها كان مقبولا أمام ارلندا و متوسطا أمام اسبانيا و ممتازا
أمام البرازيل، و الكل حينها حمل سعدان مسؤولية الخروج المبكر بسبب عدم تحكمه في لاعبيه .أما في سنة 2004 و بتشكيلة شابة أغلبها من المحليين نجح الشيخ سعدان في قيادة الخضر للدور
الثاني من كأس أمم افريقيا، حيث انهزم أمام الشقيق المغربي، بنتيجة قاسية 3-1 بعدما كان الخضر
متفوقين الى غاية الدقيقة 93 من المباراة حين عدل المغاربة ثم أضافوا هدفين في الوقت الاضافي
و حينها حمل الجميع المدرب سعدان مسؤولية الهزيمة لكونه لم يتعمد تضييع الوقت في نهاية اللقاء
من خلال عدم قيامه بتغييرات في التشكيلة
في سنة 2008 و بعدما أدركت السلطات العليا في الجزائر أنه لا يصلح لتدريب منتخب المليون
و نصف مليون شهيد سوى مدرب جزائري، و بعد العهدة الكافاليية السوداء...عاد رابح سعدان
مرة أخرى على رأس المنتخب الوطني الجزائري، و كان الهدف هذه المرة التأهل لكأس أمم افريقيا
و لكن المهمة لن تكون سهلة، لأن منافسي الخضر هذه المرة من العيار الثقيل، السنغال، غامبيا
و ليبيريا، المباراة الأولى أداء ممتاز أمام السنيغال و لكن هدف مباغت في الدقائق الأخيرة
يمنح أصحاب الأرض فوزا غير مستحق...و لكن الخضر يعودون في اللقاءات المتبقية و يزيحون
منافسيهم من طريقهم، و في النهاية المنتخب الجزائري يتأهل للمرحلة الثالثة من التصفيات
و هنا تبدأ الأهداف تكبر شيئا فشيئا، و لكن القرعة تصدم الجميع ...هل أقصي المنتخب
الجزائري يوم القرعة ؟ ربما نعم لأنه وقع مع بطل افريقيا 2006 و 2008 منتخب مصر الشقيق
و زامبيا القوي جدا و روندا و كلها منتخبات تتقدم على الخضر في تصنيف الفيفا
سعدان يتكلم و يقول هدفنا كأس أمم افريقيا 2010
الاعلام المصري و العربي مصر ضمنت تأهلها و بالتوفيق للجزائر في كأس افريقيا
الكل يقيم الأفراح في مصر، الاعلام العربي يهلل بتأهل مصر و اقصاء الجزائر و كأنهم يريدوننا
أن نقيم مجالس العزاء في خروج مبكر يزعمونه و يتمنونه ربما .
غاب زياني و غاب الحظ، فضاع الفوز في روندا، حضر زياني و حضر حب الوطن فأسقط
الخضر أبطال افريقيا بثلاثية كادت تكون رباعية أو خماسية لولا التسرع، الكل يتحدث عن
تسميم البعثة المصرية، و يشهد شاهد من أهلها و يؤكد المصريون أنهم لن يسمموا مشيدين بكرم
الاستقبال الذي حظيو به في بلد المليون و نصف مليون شهيد .
الى تشيلالا بومبوي طار الخضر و من هناك أغاروا على ثكنة المنتخب الزامبي، فأسقطوه
بهدفي الرائع بوقرة، و الفنان صايفي .
ما الذي يحدث ؟ الخضر على أبواب المونديال...
نعم انها الحقيقة ... بل انه المنطق ... انه منطق الكرة و المعادلة الكروية الصحيحة ...
اذا التقت المهارات بالروح الوطنية و وفرت لها الامكانيات المادية و البشرية
أصبح كل شيىء ممكنا .
نعم لقد أصبح الحلم حقيقة ... و لو أن التصفيات في منتصف الطريق
و لكن بات من حقنا أن نفتخر بأننا نمتلك أفضل منتخب عربي حاليا .
في الجزائر لا يمكنك أن تنجو من الانتقاد ... و لكن يبدو أن الشيخ رابح سعدان
يريد أن يكون أول شخص ينجو من الانتقاد في الجزائر ... في بلد يمكن لمن يسعد
شعبه أن يحصل على كل ما يريد ... و لو أراد السلطة
ففعلا ما أحدثه الشيخ رابح سعدان و بمساعدة الحاج روراوة و اللاعبين و الجمهور
انقلاب على واقع مرير عاشه المنتخب الجزائري في وقت ما، و يبدو أننا دخلنا عصر القطيعة
مع العهد الأسود للمنتخب الجزائري لنحلق في سماء كرة القدم العالمية .
فأين ذهب تجار الوهم من الأقلام الصحفية التي كانت تستهزء بالمنتخب الجزائري ؟