يستعيد المنتخب الفلسطيني اليوم بملعب 5 جويلية 1962 الأولمبي بالجزائر العاصمة ذكرياته المتميزة مع الجماهير الجزائرية قبل سنتين بذات الملعب، حين يلتقي، للمرة الثانية، وديا مع منتخب جزائري، في موعد يتجاوز الجانب الرياضي، لحرص الجزائريين على توجيه رسائل قوية لكل العالم من خلال التضامن الكبير مع القضية الفلسطينية.
الوفد الفلسطيني الذي وصل السبت الماضي إلى الجزائر، يشعر فعلا بأنه الفريق المستقبل وليس الضيف، بل إن الجماهير الجزائرية التي ساندته طوال أطوار المباراة الودية السابقة قبل سنتين وتفاعلت مع هدفه الوحيد أمام “الخضر” واحتفلت أيضا بالانتصار الكروي الفلسطيني على منتخبها الجزائري، كرّست الاستثناء الوحيد في عالم الكرة، التي يجد فيها منتخب ضيف نفسه في منزلة منتخب البلد المضيّف في نظر الجماهير، كعنوان على صدق مشاعر شعب اختار الإيثار تعبيرا على أنه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. مباراة اليوم ستجمع منتخب فلسطين مع المنتخب الجزائري لأقل من 20 سنة، وهي محطة تحضيرية لفلسطين، هذا المنتخب الذي يحتل المركز الريادي في مجموعته ضمن تصفيات كأس أمم آسيا بمجموع 15 نقطة بعد خمس مباريات، وهو يُحضّر لمواجهة منتخب عُمان بعد شهر بالتحديد عن مباراة اليوم، بغرض الحفاظ على الصدارة أمام منافس سيستغل استضافته لفلسطين بمسقط من أجل تحقيق الفوز، ما يجعل من منتخب فلسطين منافسا قويا يملك كل المؤهلات التي تجعل مهمة المنتخب الجزائري، من الناحية الفنية، صعبة، بما يمكن للطاقم الفني الوطني تصنيف هذا الموعد الودي في خانة الاختبار الجيد والمفيد للعناصر الوطنية الشابة. وبعيدا عن أرضية الميدان وما ستُفضي إليه نتيجة المباراة، فإن كل العيون ستكون مركزة، مرة أخرى، نحو المدرجات، التي قدّمت خلال “الداربي” العاصمي الأخير أجمل الصور، صنعتها الجماهير برايات و”تيفو” كانت قمة في الجمال والروعة، بما لا يقل شأنا عمّا هو حاصل في أكبر الملاعب الأوروبية والأمريكية، حيث يُرتقب من جماهير ذات الملعب الأولمبي أن تعيد نفس المشاهد القوية الصادقة المعبّرة عن تضامن شعب بأكمله على الدوام مع القضية الفلسطينية.