لرابطة الجزائرية لكرة القدم سحبت نص القرار القاضي بتنظيم مبارتي دور نصف النهائي، من موقعها على الإنترنيت في خطوة تؤشر لخلافات عميقة داخل بيت الاتحاد.
تنامت ملامح غياب التوافق والانسجام داخل بيت الاتحاد الجزائري لكرة القدم الجديد، بما يؤشر إلى صعوبات تعترض مسيرة الرئيس خير الدين زطشي، في ظل التضارب في المواقف والصلاحيات وعدم التزام بعض رؤساء الأندية بقرارات اللجان، كما هو الشأن مع قضية الملاعب التي تحتضن دور نصف النهائي من منافسة كأس الجمهورية.سحبت الرابطة الجزائرية لكرة القدم نص القرار الصادر عن اللجنة المنظمة لمنافسة كأس الجمهورية القاضي بتنظيم مبارتي دور نصف النهائي بملعب 5 يوليو بالعاصمة، من موقعها على شبكة الإنترنيت، في خطوة تؤشر لخلافات عميقة داخل بيت الاتحاد، وتداخل صلاحيات هيئاته، لا سيما في ظل الحديث عن وجود جهات ضاغطة من خارج أسواره.
وكانت لجنة تنظيم منافسة كأس الجمهورية، قد قررت إجراء مبارتي دور نصف النهائي، بين كل من اتحاد بلعباس وشباب بلوزداد، ووفاق سطيف ضد مولودية الجزائر، بملعب 5 يوليو بالعاصمة في 15 و18 من الشهر الجاري، وهو القرار الذي أغضب رئيس الناديين العاصميين، حيث هددا بالاستقالة والمقاطعة، وتمسكا بلعبه في ميداني بولوغين و20 أوت.
من المتوقع أن يجد خير الدين زطشي صعوبات كثيرة في تسيير الهيئة، بسبب تضارب التصورات والرؤى بين أطرافها
مقاطعة المنافسة
صرح رئيس نادي شباب بلوزداد محمد بوحفص، بأن “ناديه سيقاطع المنافسة، وسيستقيل من تسيير الفريق، إذا لم يلعب اللقاء في ملعب 20 أوت”، بينما شدد رئيس مولودية الجزائر عمر غريب بدوره على اللعب في ميدان بولوغين، ووصف القرار بـ”غير العقلاني وغير النزيه”.
وتشكل القبضة الحديدية بين لجنة التنظيم وإدارة الناديين العاصميين، مؤشرا قويا على تهلهل هيئات الاتحاد الجديد، فرغم تأكيد رئيسها علي مالك على الاستناد إلى قوانين اللعبة، في إرساء المواجهتين بملعب الخامس يوليو، تتمسك الإدارتان بموقفيهما وتهددان بالمقاطعة.
وأكد علي مالك، بأن قرار اللعب في الخامس يوليو، يعود إلى عدة اعتبارات لا تتوفر في ملعبي 20 أوت وبولوغين، وعلى رأسها فسح المجال للفرجة أمام الجماهير العريضة لمتابعة اللقاءين، بما أن طاقة الملعب تتسع لعشرات الآلاف من المتفرجين، فضلا عن إمكانيات التحكم والتأمين قبل وأثناء وبعد المواجهتين، وهو أمر غير متاح في الملعبين الآخرين.
ومن جهته أكد رئيس وفاق حسان في تصريحات لوسائل إعلام محلية، بأنه “يستغرب أمر تمسك زميليه في شباب بلوزداد ومولودية العاصمة باللعب في ميادين تحرم الجمهور من مرافقة ناديه ومتابعة اللقاء في ظروف مريحة”، وتساءل عن إصرارهما على الدفع بالأنصار إلى الاحتكاك والضغط. وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن رئيس الاتحاد خير الدين زطشي، لم يستطع إقناع الأطراف المعنية بالعملية، رغم الخطاب المهادن الذي استعمله، لدفع الجميع للاتفاق على القرار المتخذ، وهو ما يشير إلى غياب الانسجام والتوافق بين أطراف الهيئة الجديدة، وسيرها إلى تصادم مبكر، قد يعيد وضعها إلى مربع الصفر.
ضغوط خارجية
من جانب آخر أرجعت المصادر، سبب سحب القرار من موقع الرابطة على شبكة الإنترنت ساعات قليلة بعد نشره، إلى وجود ضغوط خارجية وتجاذبات داخلية، تتجه إلى فرض منطقها ومصالحها رغم أنف الهيئة الكروية والمؤسسات المسيرة للعبة، وأشارت في هذا السياق، إلى البعض من مسؤولي النوادي المسنودين من جهات نافذة في البعض من مراكز الدولة.
متابعون للشأن الكروي في الجزائر يتوقعون أن يجد خير الدين زطشي صعوبات كثيرة في تسيير الهيئة، بسبب تضارب التصورات والرؤى بين أطرافها
وعكس التضارب بين رئيس الاتحاد ونائبيه علي حداد رئيس نادي اتحاد العاصمة، وبشير ولد زميرلي رئيس نصر حسين داي، حول هوية الناخب الجديد للمنتخب الأول، حجم الهوة الموجودة بين الطرفين، خاصة مع شروع كل واحد في ربط اتصالاته مع أسماء كروية دولية للإشراف على العارضة الفنية للخضر دون العودة إلى مبدأ التنسيق والتشاور.
وفي خطوة تعكس غياب الانسجام والتنسيق بين أعضاء الاتحاد، باشر النائب الأول علي حداد، اتصالات مع المدرب الفرنسي رولان كوربي للتفاوض حول مأمورية العارضة الفنية للخضر، أما النائب الثاني بشير ولد زميرلي فقد باشر بدوره اتصالات موازية من المدرب الفرنسي أيضا لوران بلان، في حين كان الرئيس خير الدين زطشي في مدريد الإسبانية في مهمة للتفاوض حول المسألة.
وتوقع متابعون للشأن الكروي في الجزائر، أن يجد خير الدين زطشي صعوبات كثيرة في تسيير الهيئة، بسبب تضارب التصورات والرؤى بين أطرافها، وتدخل جهات خارجية لفرض أفكارها بواسطة العناصر التي أدخلت في قائمة رئيس الاتحاد الجديد أثناء خوضه عملية الانتخاب.
وأشارت في هذا الصدد إلى دور خفي، يقوم به وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، عبر العناصر التي فرضها في قائمة الرئيس الجديد، وألمحت إلى كل من رئيس اتحاد العاصمة علي حداد ورئيس نصر حسين داي بشير ولد زميرلي، اللذين يحظيان بدعم الوزير ومن ورائه جهات نافذة في الحكومة وقوى المال والأعمال.
وعلى صعيد آخر ينتظر، أن يعلن خير الدين زطشي، عن هوية الناخب الجديد لرفاق رياض محرز، ولئن تأكد رسميا بأنه سيكون من جنسية إسبانية، فإن الكفة مالت بعد تردد الكثير من الأسماء لصالح المدرب هيكتور كارانكا دو لا هوز، وهو لاعب دولي إسباني سابق، والمدافع الأوسط السابق لنادي ريال مدريد، ثم المدرب المساعد لجوزيه مورينهوفي النادي الملكي (2011- 2013)، ثم المدرب الرئيسي لنادي ميدلسبروغ الإنكليزي قبل إبعاده منذ أسابيع بسبب سوء النتائج.