سئمت تكاليف الحياة ومن يعش **** ثمانين حولا لا أبا لك يسأمِ
يعلن الشاعر في بدء هذه الحكم شبعه من الحياة ، وملله من مشاقها ، لطول عيشه فيها ، ويقرر أنه من عاش مثله ثمانين عاما يدركه الملل لا محالة .
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب **** تمته ومن تخطئ يعمر فيهرمِ
والموت في نظره بعد طول تجربته ، يسير على غير هدى ، فهو كناقة عشواء ، من أصابه قضى نحبه ، ومن أخطأه طال عمره وهرم .
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله **** ولكنني عن علم ما في غد عمي
وهو يعلم بما يجري في الحياة اليوم ، ويعلم أيضا ما حدث في الماضي ، ولكنه يجهل ما في المستقبل .
ومن لا يصانع في أمور كثيرة **** يضرس بأنياب ويوطأ بمنسمِ
ويبين أن طبيعة الحياة توجب المجاملة في العلاقات الإنسانية ، وتحمل بعض الأضرار ، ومن لم يدار الناس ويجاملهم في كثير من الأمور قهروه وأذلوه وغلبوه .
ومن يك ذا فضل ويبخل بفضله **** على قومه يستغن عنه ويذممِ
كما يدعو ذوي اليسار والغنى إلى نفع أهليهم ، بفضلهم وجاههم ، ومن يبخل منهم يستغن عنه ويذم على بخله .
ومن يجعل المعروف من دون عرضه **** يفره ومن لا يتق الشتم يشتمِ
كما يدعو أيضا أن يبذل المعروف للناس ، ليحفظ عرضه ويصونه عن التجريح ، ومن يبخل به فقد جعل نفسه غرضا لذمهم وشتمهم .
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه **** يهدم ومن لا يظلم الناس يظلمِ
ويجب على الإنسان أن يدافع عن حرمه ، وألا يضعف أمام العدوان ، فمن ضعف عن رده ، استهان به الناس ، فسلبوه حقه وظلموه .
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه **** ولو نال أسباب السماء بسلمِ
من خاف أسباب الموت نالته ، ولم يفده خوفه شيئا ، ولو رام الصعود إلى السماء ، هربا وفرارا منها ، والمقصود ولو صنع المستحيل .
ومن يوف لا يذمم ومن يفض قلبه **** إلى مطمئن البر لا يتجمجمِ
من وفى بعهده فقد اجتنب الذم ، ومن انعقد قلبه على بر يطمئن إليه ، لم يتردد ، وأمضى كل أمر على جهته ، وليس كمن يريد غدرا فهو يتردد في أمره .
ومن يغترب يحسب عدوا صديقه **** ومن لا يكرم نفسه لا يكرمِ
ومن رحل عن قومه واغترب ، وصار فيمن لا يعرف ، أشكل عليه العدو والصديق ، فلم يستبين هذا من ذاك ، ومن لا يكرم نفسه باجتناب الدنايا لم يكرمه الناس .
ومهما تكن عند امرئ من خليقة **** وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ
ومهما حاول الإنسان أن يخفي عن الناس خلقا فيه ، وتظاهر بغير ما طبع عليه ، فإن الأيام كفيلة بأن تكشف للناس حقيقة خلقه وطبيعته .
ومن يجعل المعروف في غير أهله **** يكن حمده ذما عليه ويندمِ
كما يدعو ذوي المعروف والفضل أن يكون فضلهم ومعروفهم إلى من يستحقه من الناس ، فإذا هم أحسنوا إلى من لا يستحق الإحسان ، كانت عاقبتهم الذم والندم .
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده **** فلم يبق إلا صورة اللحم والدمِ
يبين الشاعر أن حقيقة الإنسان وقوامه ليست في لحمه ودمه ، وإنما فيما يحس به قلبه ، وما ينطق به لسانه ، ذلك أن المرء بأصغريه لسانه وقلبه .
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده **** وإن الفتى بعد السفاهة يحلمِ
ويختم زهير حكمه تلك ، بأن الشيخ إذا كان سفيها ، لم يرج حلمه بعد هذه السن ، أما الفتى وإن كان نزقا سفيها ، فإن شيبه قد يكسبه وقارا وحلما
يعلن الشاعر في بدء هذه الحكم شبعه من الحياة ، وملله من مشاقها ، لطول عيشه فيها ، ويقرر أنه من عاش مثله ثمانين عاما يدركه الملل لا محالة .
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب **** تمته ومن تخطئ يعمر فيهرمِ
والموت في نظره بعد طول تجربته ، يسير على غير هدى ، فهو كناقة عشواء ، من أصابه قضى نحبه ، ومن أخطأه طال عمره وهرم .
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله **** ولكنني عن علم ما في غد عمي
وهو يعلم بما يجري في الحياة اليوم ، ويعلم أيضا ما حدث في الماضي ، ولكنه يجهل ما في المستقبل .
ومن لا يصانع في أمور كثيرة **** يضرس بأنياب ويوطأ بمنسمِ
ويبين أن طبيعة الحياة توجب المجاملة في العلاقات الإنسانية ، وتحمل بعض الأضرار ، ومن لم يدار الناس ويجاملهم في كثير من الأمور قهروه وأذلوه وغلبوه .
ومن يك ذا فضل ويبخل بفضله **** على قومه يستغن عنه ويذممِ
كما يدعو ذوي اليسار والغنى إلى نفع أهليهم ، بفضلهم وجاههم ، ومن يبخل منهم يستغن عنه ويذم على بخله .
ومن يجعل المعروف من دون عرضه **** يفره ومن لا يتق الشتم يشتمِ
كما يدعو أيضا أن يبذل المعروف للناس ، ليحفظ عرضه ويصونه عن التجريح ، ومن يبخل به فقد جعل نفسه غرضا لذمهم وشتمهم .
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه **** يهدم ومن لا يظلم الناس يظلمِ
ويجب على الإنسان أن يدافع عن حرمه ، وألا يضعف أمام العدوان ، فمن ضعف عن رده ، استهان به الناس ، فسلبوه حقه وظلموه .
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه **** ولو نال أسباب السماء بسلمِ
من خاف أسباب الموت نالته ، ولم يفده خوفه شيئا ، ولو رام الصعود إلى السماء ، هربا وفرارا منها ، والمقصود ولو صنع المستحيل .
ومن يوف لا يذمم ومن يفض قلبه **** إلى مطمئن البر لا يتجمجمِ
من وفى بعهده فقد اجتنب الذم ، ومن انعقد قلبه على بر يطمئن إليه ، لم يتردد ، وأمضى كل أمر على جهته ، وليس كمن يريد غدرا فهو يتردد في أمره .
ومن يغترب يحسب عدوا صديقه **** ومن لا يكرم نفسه لا يكرمِ
ومن رحل عن قومه واغترب ، وصار فيمن لا يعرف ، أشكل عليه العدو والصديق ، فلم يستبين هذا من ذاك ، ومن لا يكرم نفسه باجتناب الدنايا لم يكرمه الناس .
ومهما تكن عند امرئ من خليقة **** وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ
ومهما حاول الإنسان أن يخفي عن الناس خلقا فيه ، وتظاهر بغير ما طبع عليه ، فإن الأيام كفيلة بأن تكشف للناس حقيقة خلقه وطبيعته .
ومن يجعل المعروف في غير أهله **** يكن حمده ذما عليه ويندمِ
كما يدعو ذوي المعروف والفضل أن يكون فضلهم ومعروفهم إلى من يستحقه من الناس ، فإذا هم أحسنوا إلى من لا يستحق الإحسان ، كانت عاقبتهم الذم والندم .
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده **** فلم يبق إلا صورة اللحم والدمِ
يبين الشاعر أن حقيقة الإنسان وقوامه ليست في لحمه ودمه ، وإنما فيما يحس به قلبه ، وما ينطق به لسانه ، ذلك أن المرء بأصغريه لسانه وقلبه .
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده **** وإن الفتى بعد السفاهة يحلمِ
ويختم زهير حكمه تلك ، بأن الشيخ إذا كان سفيها ، لم يرج حلمه بعد هذه السن ، أما الفتى وإن كان نزقا سفيها ، فإن شيبه قد يكسبه وقارا وحلما