شهد الموسم الحالي من الدوري الإيطالي لكرة القدم ظهور العديد من المواهب الإيطالية الشابة التي تألقت بشكل ملفت كالشعراوي وفيراتي والحارس بيرين ودي تشيليو وسواهم …كثافة مواهب شابة لم نكن نعهدها في الكرة الإيطالية سابقاً التي طالما عانت من شح المواهب فمالذي تغير حالياً ؟؟
السبب الرئيس في ظهور هذه المواهب هو الأزمة المالية الطاحنة التي تضرب الكرة الإيطالية بقسوة شديدة ، هذه الأزمة سببت شحّاً في الأموال أجبرت مدراء الأندية ومسؤوليها على تغيير عقليتهم ومحاولة إيجاد لاعبين شبان محليين يخدمون طويلاً وبتكاليف قليلة” مقارنة بالخامة الأجنبية التي باتت ترغب بأموال كثيرة لتغادر بلادها وخصوصاً البرازيلية غير أسلوب التعامل، مما يعني أن الأزمة المالية هي التي أوجدت المساحة لهؤلاء اللاعبين الشبان في أندية الدرجة الإولى بعد أن كانوا دائماً يعانون من قلة الثقة والتهميش لفترات طويلة جداً .
النقطة الثانية هي السياسة التي اتبعها الاتحاد الإيطالي بعد كأس العالم ٢٠١٠ والذي خرجت منه إيطاليا بفضيحة ، فبات التركيز على الشبان أكثر من خلال تسليم المنتخب الأول لمدرب يؤمن بهم هو تشيزاري برانديلي وتعيين أساطير في الكرة الإيطالية كأريغو ساكي وروبيرتو باجيو مسؤولين عن تطوير المواهب وقطاع الشبان .
الأزمة مالية الطاحنة التي تضرب إيطاليا حالياً فرّغتها من النجوم الأجانب الكبار ، وهذا الأمر فسح المجال للمواهب الشابة التي طالما اشتكى الجميع من قلتها …والآن يظهر واضحاً للعيان أن المواهب ليست قليلة بل التعامل معها كان سيئاً للغاية ، ومع السياسة الجديدة على عشاق الكرة الإيطالية التفاؤل بمستقبل كبير ، لكنه مستقبل بحاجة للوقت ليأتي .