من طرف 
الأسطورةالتي صنعت أمجاد ريال مدريد والمنتخب الإسباني لسنوات طويلة، ''إيميليو
بوتراغوينيو'' المعروف باسم ''النسر'' يقدّر ويعترف بقوة المنتخب الوطني
الجزائري ضمن أهم المنتخبات الإفريقية، ويصف تأهل الخضر إلى مونديال جنوب
إفريقيا بالجبار أمام منتخب مصر·بوتراغوينيو
والمعروف بفنياته
الرائعة، أجرى مع ''الجزائر نيوز'' هذا الحوار الذي عاد فيه إلى ذكرياته،
حيث واجه المنتخب الوطني الجزائري في المونديال، وهو شاب نجم ساطع يتقمص
ألوان منتخب بلاده إسبانيا، مايزال يتذكر ضربة الكعب ''طالوني'' لماجر،
الذي يصنفه ضمن أهم اللاعبين الذين تركوا بصماتهم في الكرة الأوروبية
والعالمية، ويقول بأن الجيل الذهبي للخضر قد عاد اليوم إلى المونديال·
حاوره مراسل ''الجزائر نيوز'' من إسبانيا: رفيق زناز
لنتحدث عن الفريق الجزائري، أكيد أنكم تابعتم ما جرى من أحداث، وتأهل الجزائر بعد 23 عاما إلى مناسبة دولية كالمونديال؟
حقا
لقد تابعت تصفيات كأس العالم على مستوى القارة الإفريقية، وتأهل المنتخب
الجزائري كان مستحقا وأصفه بالجبار والقوي أمام منتخب مصر، خاصة ونحن كنا
نتابع بأسف ما حدث في ملعب القاهرة من توتر وأحداث عنف سبقت المباراة ضد
لاعبي منتخب الجزائر والمشجعين، والوصول إلى المونديال هو أكبر شرف يمكن
أن يشعر به لاعب كرة قدم وبلد بأكمله، وأعتقد بأن أجواء الفرحة ما تزال
تعمّ الجزائر بمناسبة هذا التأهل المستحق، وأنا سعيد بذلك، وأهنىء الجزائر
ومنتخب الخضر بهذه النتيجة المستحقة، وأغتنم الفرصة لأقول لكم بأن هناك
فرصا أخرى للتألق خلال مباريات المونديال·
باعتباركم أحد الوجوه الرياضية المعروفة عالميا بأسلوبه في مداعبة الكرة، كيف تقيمون مستوى الكرة الإفريقية خلال المرحلة الأخيرة؟
أعتقد
أن الكرة الإفريقية شهدت خلال المرحلة الأخيرة تقدما كبيرا في المستوى
والنتائج، ويمكن للمنتخبات الإفريقية أن تتقدم أكثر لأن هناك نجوم عمالقة
يلعبون في إفريقيا، واليوم نحن نراهم يتقنون كرتهم في الأندية الأوروبية
وهذا إيجابي بالنسبة للكرة الإفريقية التي أعتقد أنها ستحقق نتائج بارزة
خلال مونديال جنوب إفريقيا، والأمر ليس بالمعجزة أكثر من التحكم في الأداء
والثقة في قدرات اللاعبين، وهذا هو سبب وصول منتخب الجزائر إلى لعب
المونديال، وأرى بأن مناسبة كأس إفريقيا ستكون فرصة لكم لتجربة تطبيقية
لقدرات اللاعبين ومردود الفريق في مناسبة كروية هامة·
أتعتقد أن جيل لاعبي الخضر اليوم هو ذاك الجيل الذي عاشت أفراحه الجزائر وتعرّف عليه العالم خلال مونديال إسبانيا عام 1982؟
لا
يمكن أن ننسى جيل ماجر وبلومي ومنتخب بلادكم عام 1982, والنتيجة الإيجابية
التي حققتها الجزائر في أول مشاركة لها في منافسة قوية كالمونديال وضد
ألمانيا، وبالنسبة لي اللاعب السابق رابح ماجر كان من خيرة ما أنجبته
الكرة الجزائرية، وأصنفه من بين أحسن اللاعبين هنا في أوروبا خلال السنوات
التي لعبها في أفسي بورتو وأتذكر هدفه في نهائي كأس أوروبا ضد بايرن
ميونيخ الألماني عندما باغت الجميع في الملعب وخارجه وهو يسجل هدفا
تاريخيا رائعا عن طريق ضربة الكعب ''طالوني'' وقليل من اللاعبين في العالم
من يسجلون أهدافا بمثل هذه الروعة· ولكي لا أنسى أتذكر كذلك مواجهتنا ضد
منتخب الجزائر عام 1986 في مونديال المكسيك، عندما فزنا عليكم بـ 3 مقابل
.0
من جهتي أتمنى أن نتقابل معكم في مونديال جنوب إفريقيا، لنرد الإعتبار وعلى الأقل نتعادل مع منتخب إسبانيا القوي
يضحك ويقول أتمنى ذلك لكن احذروا منا·
قرعة
المونديال أوقعت المنتخب الجزائري ضمن مجموعة تضم فريقي إنجلترا والولايات
المتحدة الأمريكية اللذين يعدان من أقوى المنتخبات، هل تتوقعون مرور
الجزائر إلى الدور الثاني؟
المنتخب
الجزائري قد أدى تصفيات المونديال بشكل وطريقة خارقة للعادة، ومن جهتي
أرشح الجزائر لعبور العقبة الأولى في مونديال جنوب إفريقيا، وكما قلت
سابقا كرة القدم فيها فرص وحظوظ كبيرة ومباريات المونديال تختلف عن
مباريات تلعب في ظروف ومناسبات أخرى·
بصفتكم
أحد الوجوه الكروية المعروفة والمقدرة عالميا، هل تتوقعون عقوبة صارمة ضد
الإتحاد المصري لكرة القدم من جانب الفيفا التي تأخرت في إصدار حكمها فيما
يتعلق بالإعتداءات ضد المنتخب الجزائري وجمهوره في القاهرة؟
سحر كرة القدم يتمثل في توحيد ولم شمل الناس والأجناس على اختلافهم، وأنا
دائما كنت من الداعين إلى احترام الطرف الآخر ومعاملتهم بطريقة طيبة وأرفض
العنف في الملاعب وخارجها، لأنه ليس وسيلة أو أداة لتشجيع أي منتخب كان،
ولهذا لا يمكن تجاوز الخطوط الحمراء أبدا·· أبدا، و القائمون على شؤون
الفيفا يعملون على تقييم الأحداث كما يجب، والأمر ليس مجرد فرض عقوبة بقدر
ما هو اختراق وتهجّم على روح الكرة المستديرة·
مسيرة النسر··· بوتراغوينيو
اسمه
الكامل إيميليو بوتراغوينيو سانتوس، ولد بمدريد يوم 22 جويلية 1963 ويحمل
بطاقة عضو مشترك في نادي ريال مدريد منذ ولادته، كما قررت له ذلك أسرته،
ليبدأ مسيرته الكروية كلاعب عام 1983-1982 في نادي كاستيا ثم ينتقل كمهاجم
ضمن تشكيلة النادي الملكي الإسباني الذي لعب في صفوفه أهم مراحل حياته
الكروية
وتقريبا كل مسيرته إلى غاية عام 1995 وقد اختاره بيلي ضمن قائمة أفضل 125 لاعب حي عام 2004 ·
كان
يعرف باسم النسر ضمن مجموعة خماسية النسور التي كانت تضم خيرة نجوم ريال
مدريد والمنتخب الإسباني وهم ميشيل، سانشيز، مارتين، بادريسا، لينضم وهو
نجم لامع من الريال إلى صفوف المنتخب الإسباني عام 1984 ليشارك في مونديال
المكسيك عام 1986عندما لعب أمام منتخب الجزائر ثم في مونديال إيطاليا عام
1990.
تمكن
بفضل قامته القصيرة وأسلوبه البارع في تحريك الكرة فقط دون الإعتماد على
الحركة الكاملة للجسم من تسجيل 26 هدفا ضمن 69 مباراة أجراها، وهو يحمل
ألوان المنتخب الإسباني·
وانتقل
النسر بوتراغوينيو عام 1995 إلى اللعب في نادي أتليتيكو سيلايا المكسيكي
إلى غاية عام 1998, حيث خلع حذاءه واعتزل مسيرته الكروية ليعود إلى
المدريد وينتقل بعد ذلك إلى الحياة الإدارية كمشرف رياضي
ومستشار
لريال مدريد، وفي الوقت الراهن يشغل منصب المدير العام لمعهد الدراسات
الجامعية لنادي ريال مدريد، ويعتبر من بين أهم المقربين من الرئيس الحالي
للريال فلورنتينو بيريز·
ألقاب وتألق النسر
النسر عرف دائما كيف يتألق كنجم
ومهاجم
في صفوف الريال ومنتخب بلاده، وخلال مشواره الذهبي حاز على 6 بطولات ليغا
مع ريال مدريد وتوج مرتين بكأس الملك، إضافة إلى 4 كؤوس ممتازة، كما حمل
كأس الأندية الأوروبية UEFA
مرتين زائد كأس ليغا مرة واحدة، كلها إنجازات كروية جعلته يصنف من بين أحد
أهم نجوم الكرة الإسبانية على مدى سنوات، وهذا ما أوصله إلى التتويج
بألقاب خاصة،
وأولها فوزه مرتين بالكرة البرونزية أعوام 1986 -1987 إضافة إلى الحذاء الفضي الذي تحصل عليه في مونديال المكسيك عام 1986.
