تشهد شبكات التواصل الإجتماعي الخاصة بأنصار الأندية العاصمية ظاهرة سلبية جديدة أفرزتها آفة "التعصّب الذي يطبع تشجيع فريق من الأنصار المهووسين، ووصل الحدّ بهؤلاء إلى غاية السب والشتم والطعن في شرف شهداء ومجاهدي الجزائر في غياب الرقابة.
صنع تكريم إدارة نادي "اتحاد العاصمة" للمجاهد الرمز "ياسف سعدي" بملعب 5 جويلية الأولمبي الأحد الماضي في ثمانينية سوسطارة، جدلا كبيرا على وتر مقلوب لدى بعض أنصار النادي الجار "مولودية الجزائر".
وعجّت صفحات شبكات التواصل الإجتماعي للأنصار المحسوبين على العميد، بعدة تعليقات لم يتحرّج أصحابها عن "تخوين" المجاهد "ياسف سعدي" قائد المنطقة المستقلة في معركة الجزائر ابان الثورة التحريرية.
وتسبّب ذاك "التخوين" في تفجير تراشق بالتهم بين أنصار "سوسطارة" و"العميد"، ما ولّد تصعيدا تسارعت معه حمى الطعن في معالم الذاكرة الجماعية.
ولم يتردد بعض أنصار الإتحاد عن السقوط في تجاوزات خطيرة، على غرار التشكيك في محاباة الرئيس الراحل "هواري بومدين" للمولودية ومساعدتها على التتويج بكأس إفريقيا للأندية البطلة 1976، وتحجّج هؤلاء بنجاح السلطات حينذاك في الغاء البطاقة الحمراء التي تحصل عليها النجم "علي بن شيخ" في ذهاب النهائي أمام "حافيا كوناكري"، رغم أنّ الاتحاد الجزائري لكرة القدم أقنع الكاف بملف متكامل تضمّن لقطات أظهرت الظلم الذي طال "بن شيخ" في مواجهة كوناكري.
وسبق لأنصار الإتحاد أن شكّكوا في الهوية التاريخية لفريق مولودية الجزائر من خلال "التيفو "الذي أشهره "أولاد البهجة" وحمل تاريخ 1956 في ذهاب الجوارية العاصمية مساء 15 ديسمبر 2015 أمام مولودية الجزائر.
واختار مشجعو سوسطارة، قبل سنتين الترويج لمزاعم مفادها أنّ "المولودية رفضت عام 1956 التوقف عن ممارسة كرة القدم، ما دفع لعناصر جبهة التحرير الوطني للتدخل واطلاق النار من أجل إرغام أولئك اللاعبين على الإلتحاق بالثورة التحريرية"، على حدّ ما تضمنته صفحات أنصار اتحاد العاصمة.
ولم تنحصر صور شتم وسب الشهداء بين أنصار مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة فقط، حيث سجلنا في السنوات الماضية مساسا بإحدى أيقونات الثورة المجيدة، ويتعلق الأمر بالشهيدة "صليحة واتيكي" التي تعتبر أول شهيدة في أحداث 11 ديسمبر 1960، والتي أصبح اسمها يُتغنى به – على نحو خاص - في مدرجات ملاعبنا.
وكان الرئيس السابق لمولودية الجزائر "عمر غريب" بطلا لفتنة ألهبت شبكات التواصل الإجتماعي، عندما صرح لإحدى القنوات التليفزيونية الخاصة أنّ الشهيد "علي لابوانت" كان مشجعا لفريق المولودية، وردّد أنّ اتحاد العاصمة لم يكن متواجدا في ذلك الوقت، بالرغم من كون الفريق الأحمر والأسود تأسس في 5 جويلية 1937.
وفي منظور مراقبين، تبقى الرابطة المحترفة لكرة القدم المسؤولة الأولى عن كل هذه التجاوزات التي تشهدها ملاعبنا، خصوصا فيما يتعلق بمراقبة ما يعرف "التيفوهات" قبل اشهارها فوق المدرجات، وتجنّب العبارات المسيئة لمعالم الثورة المجيدة، في انتظار ردّ فعل حاسم يردع كل التجاوزات التي تشهدها الملاعب ومنصات التواصل
