تندرج المباراة المحلية بين مولودية الجزائر واتحاد الجزائر في ظروف استثنائية، وأصبح هذا الموعد الكروي رقم 98 في تاريخ “الداربي”، أكثر أهمية من لقبي البطولة والكأس المرشحين لتقاسمهما بين “الإخوة الأعداء”، بشكل تتذكر الذاكرة الكروية بشأن الموسم الجاري بأن لا أحد كان أفضل من الآخر.
استعراض العضلات بين المناصرين في شوارع الجزائر العاصمة وفي معاقل هؤلاء ألهب القمة الكروية المقررة غدا بملعب 5 جويلية الأولمبي، بشكل يوحي بأن الأمر يتعلّق بمباراة القرن أو بمباراة تجسيد السيطرة وتسيّد الكرة العاصمية على الأقل، خاصة بعدما عاد عميد الأندية الجزائرية من بعيد بفضل اقتطاعه لتأشيرة التأهّل إلى نهائي كأس الجزائر، وهو يسير، بفضل ذلك، إلى إنقاذ موسمه الفاشل بكل المقاييس، في الوقت الذي لم يعد الاتحاد معنيا منذ أدوار متقدّمة بالكأس، وفوّت أيضا على نفسه فرصة حسم اللّقب قبل موعد “الداربي”، ما يجعل الاتحاد بين نقيضين، إما تدارك الهزيمتين أمام سريع غليزان وشبيبة الساورة بتحقيق انتصار على المولودية يضمن التتويج باللّقب ويؤجّل أفراح المنافس لضمان البقاء، وإمّا أن يجد أبناء “سوسطارة” أنفسهم مجبرين على تكبّد هزيمة جديدة وتضييع فرصة الاحتفال باللّقب على حساب آلام المولودية.
العاصمة تعيش “الداربي” بلوحات الأنصار
“الحرب الباردة” بين مناصري مولودية الجزائر واتحاد الجزائر، وحرب “التنكيت” من الجانبين على حال الفريق الآخر، ترفع من حمى “الداربي” وتضمن له كل التوابل التي تزيد من قيمته، وتجعل الفرجة مضمونة يوم المباراة، على الأقل في المدرّجات، وتبقى كل العاصمة تعيش المباراة المحلية أياما وأياما قبل بدايتها بلوحات الأنصار من الجانبين، وهو الاهتمام الكبير الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن “الكلاسيكو” هو أحد أفضل مباريات كرة القدم في الجزائر دون منازع، بل هو مصنّف على هرم أفضل المواعيد الكروية على الإطلاق، كون الحساسية الكروية بين الاتحاد والمولودية لم تجعل يوما واحدا مناصري الفريقين “أعداء”، بل هم يظلون “إخوانا”، قبل وخلال وحتى بعد المباريات، كون الأمر يتعلّق بمناصرين ينتمون إلى نفس الأحياء ونفس العائلات أيضا.