مات لبشار بن برد حمارٌ، فقال : كان حِمَارِي أعقل من القضاة، ليس له هفوة ولا زلة، فاعتل على حين غفلة، فمات، فرأيته في النوم، فقلت له: أَلمْ أُنقِّ لك الشعيرَ، و أُبرّد لك الماءَ ؟ فما سبب موتك؟ . فقال: أتذكر إذ وقفتَ بي على الصيدلاني - يعني العطار-؟. قلت: نعم. قال: مَرَّتْ إذْ ذاك أَتَانٌ، فافْتَتَنْتُ بها، ومتُّ مِنْ عِشْقِهَا . قال بشّار : فقلتُ : هل قلتَ في ذلك شيء؟ قال: نعم. وأنشد:
هَامَ قَلْبِي بِأَتَانِ ** عِنْدَ بَابِ الصَّيْدَلاَنِي
تَيَّمتْنِي يَوْمَ رحْنَا ** بِثَنايَاهَا الْحِسَانِ
ذَاتُ غُنْجٍ ودَلاَلٍ ** سلَّ جِسْمِي وبَرَانِي
ولَهَا خَدّ أَسِيلٌ ** مِثْلُ خَدَّ الشَّيْفَرَانِ
فِيهِا متُّ ولَوْ عِشْـ**ـتُ إذَا طَالَ هَوَانِي
فقيل لبشار: ما الشيفران؟ . قال: هذا من غريب لغة الحمير، فإذا لقيتم حماراً فاسألوه.