ستكون الأنظار موجهة اليوم بداية من الساعة الخامسة والنصف مساء إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي سيحتضن الداربي العاصمي بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر ضمن نهائي الكأس الممتازة.
سيلتقي الفريقان لأول مرة في تاريخهما في هذه المنافسة، بعد أن نال الاتحاد لقب الرابطة المحترفة الأولى وتوّج العميد بكأس الجمهورية الموسم الماضي، في مقابلة يعتبرها الفريقان فرصة لرفع المعنويات قبل أسبوع عن انطلاق الموسم الجديد وفعاليات الرابطة المحترفة الأولى.
ويهدف اتحاد العاصمة خلال هذا النهائي، إلى تأكيد أحقيته في نيل كأس الجمهورية على حساب المولودية في الموسم ما قبل الماضي، حين تمكن أبناء سوسطارة من فك العقدة التي لاحقت الفريق منذ الاستقلال في نهائيات السيدة الكأس أمام المولودية، وهذا بفضل هدف الجناح الأيسر مختار بن موسى بمخالفة مباشرة لم يتمكن الحارس فوزي شاوشي من صدها.
وحضر الفريق العاصمي لهذا اللقاء كما ينبغي، حيث أجرى تربصا بتركيا تخلله العديد من المواجهات الودية، كما قام بانتداب بعض اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة المرجوة منهم للفريق خلال فترة التحويلات الأخيرة، ويأتي على رأسهم مهاجم وفاق سطيف سابقا ناجي الذي يراهن عليه كثيرا المدرب الفرنسي هوبيرت فيلود، حيث تبقى طريقة لعب الاتحاد كلها مبنية على هذا اللاعب، بالإضافة إلى متوسط الميدان فهام بوعزة والمهاجم الأيمن فرحات والملغاشي أندريا الذي استعاد عافيته بعد الاصابة التي تعرض لها مع نهاية الموسم الماضي، ويبقى من بين اللاعبين المراهن عليهم لهز شباك الخصم.
وسيعتمد التقني الفرنسي فيلود، على نفس التشكيلة التي لعب بها معظم لقاءات الموسم الماضي تقريبا، حيث سيكون زماموش في حراسة المرمى، ربيع مفتاح على الجهة اليمنى وابراهيم بدبودة على الجهة اليسرى، خوالد وشافعي في محور الدفاع، بوشامة، كودري وبوعزة في وسط الميدان، أما الهجوم فسيتشكل من الثلاثي ناجي، فرحات وأندريا، ويعتبر عامل الاستقرار الذي يميز تشكيلة الاتحاد، سلاح ذو حدين في يد المدرب فيلود الذي يطمح للتتويج بهذه الكأس التي خسرها الموسم الماضي أمام فريقه الحالي مع وفاق سطيف.
العميد بدم جديد ولن يقبل سوى بالانتصار ورد الاعتبار
أما من جانب العميد فإنه سيدخل هذه المقابلة بنية رد الدين، والثأر من أبناء سوسطارة، سواء من خسارة نهائي كأس الجمهورية في 2013 أو الهزيمة النكراء التي مني بها أمام هذا الفريق بثلاثية الموسم الماضي في لقاء الإياب من الرابطة المحترفة الأولى.
وستخوض المولودية هذه المقابلة بحلة جديدة بعد أن أقدم المدرب الجديد بوعلام شارف على إحداث ثورة في التشكيلة، حيث طرد 17 لاعبا كاملا من التعداد السابق بالموازاة مع استقدام حوالي 20 لاعبا، وفي مقدمتهم ثنائي وفاق سطيف أمير قراوي وخالد قورمي، بالإضافة إلى عودة الحارس فوزي شاوشي بعد استفادته من قرار العفو من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ناهيك على اللاعبين الأفارقة الغابوني مبيغي والمهاجم السابق لاتحاد الحراش ابراهيما سيلا.
وأمام هذا الوضع يمكن القول إن المعطيات تختلف بين لقاء اليوم واللقاءين السابقين في البطولة وكأس الجمهورية، حيث أضحت المولودية أكثر قوة مع هؤلاء اللاعبين الجدد، غير أن الشيء الذي يقلق أنصار النادي هو عدم الانسجام بين الخطوط الثلاث للتشكيلة المتغيرة، وهذا ما اتضح جليا خلال آخر مواجهة ودية خاضها الفريق السبت الماضي أمام اتحاد البليدة، حيث ورغم الانتصار بهدفين لهدف والأداء الجميل الفردي لبعض اللاعبين، إلا أنه تم تسجيل بعض النقاط السلبية وأبرزها عدم التناسق بين بعض اللاعبين، الأمر الذي يحتم على المدرب شارف إيجاد الحلول وإحداث بعض التغييرات التي من شأنها أن تغطي النقائص.
ومن المرتقب أن يعتمد شارف على شاوشي في حراسة المرمى، حشود وزغدان على الرواقين الأيمن والأيسر، الوافدان الجديدان عزي وبرشيش في محور الدفاع، في وقت ستوكل فيه مهمة استرجاع الكرات على مستوى وسط الميدان إلى كل من أمير قراوي وهندو، ومبيغي لصناعة اللعب، أما على مستوى الهجوم فسيعتمد شارف على كل من قورمي وعواج كجناحين وسيلا كمهاجم صريح، مع العلم أن مشاركة هندو غير مؤكدة بسبب الاصابة، وفي حال غيابه فإن شارف سيضطر لتحويل سيلا إلى وسط الميدان مع الاعتماد على جاليت كقلب هجوم، ويتضح جليا من خلال هذه التركيبة أن المدرب شارف سيلعب بخطة هجومية محضة تتمثل في 4/3/3.
ودخلت المولودية أمس، في تربص مغلق بفندق الورود بمدينة البليدة تحسبا لهذا اللقاء، ووجه شارف الدعوة لـ23 لاعبا فقط، حيث أقدم على إبعاد الشبان، في وقت رفض فيه الكشف عن قائمة الـ18 التي سيحددها صبيحة اليوم خلال الاجتماع التقني مع اللاعبين، للإشارة فإن الفريق أجرى بدوره تربصين خلال فترة الراحة الأول بمدينة عين تيموشنت والثاني بمدينة أزمير التركية.
صراع تكتيكي قوي بين أغلى مدربين في البطولة
إلى ذلك فإن الصراع بين اللاعبين فوق أرضية الميدان أو بين المشجعين في المدرجات، لن يكون قويا بقدر الصراع بين المدربين فيلود وشارف على خط التماس، وهما اللذان يعتبران أغلى المدربين في البطولة الجزائرية ففيلود يتقاضى ما يقارب 250 مليون سنتيم، بينما وقع شارف في العميد بأجرة شهرية وصلت حد 220 مليون سنتيم، بالإضافة إلى هذا فإن كل مدرب سيسعى خلال هذه المقابلة لتأكيد علو كعبه، لاسيما بالنسبة لشارف الذي ستكون كل الأنظار موجهة إليه.
الحرارة تهدد أداء اللاعبين
من المتوقع أن يلعب نهائي الكأس الممتازة بين الاتحاد والعميد الذي سينطلق على الخامسة النصف مساء، تحت درجة حرارة عالية تصل إلى حد 42 درجة حسب ما أعلنت عنه مصالح الأرصاد الجوية، وهذا ما سيؤثر لا محالة على أداء اللاعبين فوق أرضية الميدان، لا سيما وأننا مع بداية الموسم، ويحرم أيضا المشجعين والمشاهدين من المتعة والفرجة في هذا الداربي التاريخي.
العميد يبحث عن الثالثة وسوسطارة عن الثانية
يبحث مولودية الجزائر عن التتويج الثالث له بالكأس الممتازة بعد أن سبق له وأن تذوق طعمها في مناسبتين، الأولى سنة 2006 على حساب شبيبة القبائل، والثانية في 2007 على حساب وفاق سطيف، في وقت يبحث فيه الاتحاد عن الكأس الثانية بعد أن كان له شرف التتويج بـ"السوبر" لأول مرة في 2013 على حساب وفاق سطيف أيضا.
مواجهة خاصة لكودري، شافعي، بوشامة، بدبودة، زماموش
ستكون مواجهة اليوم جد خاصة بالنسبة للحارس محمد الأمين زماموش، والرباعي، حمزة كودري، ابراهيم بدبودة، فاروق شافعي، نسيم بوشامة، والذي سيكون في مواجهة فريقه السابق العميد، مع العلم أن الحارس الدولي كان قد هدد ادارة فريقه الأسبوع الماضي بعدم خوض اللقاء، قبل أن يتراجع بعد أن تم رفع راتبه الشهري بنحو 50 مليون سنتيم.
لا منحة خاصة مقابل التتويج
أكدت إدارتا الفريقين أنهما لم تخصصا أي منحة خاصة قصد تحفيز لاعبيهما مقابل التتويج بالكأس الممتازة، مع العلم أن كل فريق سيتحصل على مبلغ مليار سنتيم نظير مشاركته تمنح له من طرف متعامل الهاتف النقال التاريخي "موبيليس" الذي يعتبر الراعي الرسمي لهذه المنافسة.
عبيد شارف لإدارة اللقاء وبيشاري حكما رابعا
عينت لجنة التحكيم التابعة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الحكم الدولي، عبيد شارف ومساعديه خزو حمو وبوعبد الله، لإدارة نهائي الكأس الممتازة بين اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر، وقد وقع الاختيار على عبيد شارف نظرا للمستوى الطيب الذي قدمه الموسم الماضي، واستعداده الكبير قبل افتتاح الموسم الكروي 2014/2015، وسيكون محمد بيشاري، حكما رابعا في القمة العاصمية التي ينتظر أن تشد أنظار الجماهير الكروية.
بلايلي أبرز الغائبين عن الداربي
سيكون المهاجم يوسف بلايلي المستقدم الجديد في صفوف اتحاد العاصمة ابرز الغائبين عن هذا الداربي، بسبب بعض المشاكل الإدارية مع فريقه السابق الترجي التونسي التي حالت دون تأهيله في الاتحاد، حيث تصر إدارة النادي التونسي على أن بلايلي لايزال مرتبطا بعقد معها إلى غاية صيف 2015 وليس 2014 كما يقول اللاعب ووكيل أعماله والده عيد الحفيظ.
توفيق زغدان لـ"الشروق": أريد الثأر من سوسطارة والتتويج بثاني لقب لي مع العميد
أكد المدافع الأيسر لمولودية الجزائر توفيق زغدان، أن رغبته كبيرة في ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول يتمثل في التتويج باللقب الثاني له مع مولودية الجزائر والثاني للثأر من اتحاد العاصمة، مشيرا إلى أن الفريق على أهبة الاستعداد، وكل اللاعبين واعون بالمسؤولية التي تنتظرهم في لقاء اليوم.
"نعرف جيدا ما ينتظرنا في هذه المباراة، سنعمل كل ما بوسعنا لإسعاد أنصارنا الذين يطالبون بالكأس، وكذا الانتقام من اتحاد العاصمة الذي حرمنا من التتويج بكأس الجمهورية الموسم ما قبل الماضي، وفاز عاينا بثلاثية الموسم الماضي، ما هو مؤكد أننا سنحارب فوق أرضية الميدان للفوز ومنح الفرحة لأنصارنا من أجل الاحتفال مجددا"، مضيفا: "أريد التتويج باللقب الثاني لي مع العميد بعد نيلي لكأس الجمهورية، وكل التشكيلة جاهزة لأداء مقابلة في القمة".
رشيد ناجي للشروق: "العرس سيكون كبيرا ولا بد من الفوز"
أكد رشيد ناجي، مهاجم اتحاد العاصمة انه مستعد للتسجيل في مرمى مولودية الجزائر خلال نهائي كأس السوبر الجزائري، مشيرا إلى انه يتواجد في أحسن أحواله، ويبقى تحت رهن اشارة المدرب هيبرت فيلود.
وقال ناجي: "أنا مستعد للدخول كأساسي إن اعتمد علي المدرب هيبرت فيلود، لأواصل التألق الذي عرفته في المباريات الودية"، مضيفا: "هذا النهائي سيكون عرسا حقيقيا بين فريقين كبيرين يعرفان بعضهما البعض جيدا، أريد أن أفرح مرة أخرى، وأتمنى أن نتمكن من الفوز على العميد ونحقق المهم بإهداء الكأس لأنصارنا".
إقبال متواضع على تذاكر كأس"السوبر"
عرفت عملية بيع تذاكر نهائي كأس"السوبر" التي ستجمع مساء اليوم بين فريقي مولودية الجزائر واتحاد العاصمة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، والتي حضرتها "الشروق" صبيحة أمس، في مفاجأة لم تكن متوقعة تماما، إقبالا متواضعا من طرف أنصار الفريقين على مستوى شبابيك ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وكانت التوقعات لدى المنظمين وإدارتي الفريقين تشير إلى تنقل الأنصار بأعداد غفيرة من أجل الحصول على التذاكر، ما جعل المنظمين يتكهنون ببيع جميع التذاكر المطروحة للبيع والمقدرة بـ26 ألف تذكرة بسرعة كبيرة في ظل استحواذ هذا الحدث الكبير على المشهد الكروي قبل انطلاق الموسم الرياضي 2014 / 2015، ما جعل المنظمين يسخّرون جميع الإمكانات حتى تسير عملية البيع في ظروف جيدة، غير أن مفاجأتهم كانت كبيرة صبيحة أمس بعد انطلاق العملية، أين حضر عدد قليل من أنصار الفريقين لاقتناء التذاكر ومعظم الشبابيك كانت خاوية، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات لدى المنظمين عن الأسباب التي جعلت الأنصار يحجمون عن اقتناء التذاكر.
وحسب مسؤول في لجنة التنظيم فإن عملية البيع لم تتعد 1200 تذكرة في الصبيحة أي قبل صلاة الجمعة مع توقعات بحضور عدد أكبر من الأنصار في الأمسية، ولو أن نفس المتحدث أشار إلى أنهم لا يتوقعون بيع أكثر من 15 ألف تذكرة من أصل 26 ألف قبل موعد المباراة، علما أن العملية ستستمر إلى صبيحة اليوم من دون شك في ظل الإقبال الضعيف للأنصار على شراء التذاكر.
قال بعض الأنصار في حديث إلى"الشروق" إن أسباب مقاطعة الأنصار لعملية بيع التذاكر تعود إلى توقيت المباراة الذي لا يساعد الكثير منهم، والذين يفضلون الاستجمام على شواطيء البحر على التواجد فوق مدرجات الملعب في حدود الخامسة والنصف مع الحرارة الشديدة التي تعرفها مدينة البليدة في اليومين الأخيرين، وأشار بعض الأنصار إلى أن اللقاء ليس مهما إلى درجة نهائي كأس الجمهورية أو البطولة، فيما راح البعض الآخر يؤكدون أن الأنصار يرفضون التنقل مرتين إلى البليدة في ظرف 48 ساعة للحصول على التذاكر أمس والعودة اليوم لمتابعة اللقاء من جديد، وكانوا يفضلون حصول كل فريق على حصته من التذاكر وبيعها في العاصمة من طرف إدارتي الفريقين.
المصدر : الشروق أون لاين
