استطاع التخلص من الطريقة الدفاعية والاعتماد على اللعب الهجومي |
حاليلوزيتش يعيد الروح للخضر في انتظار التأكيد غدا أمام الأسود الجموحة
أجمع
العديد من المتتبعين بأن أداء المنتخب الوطني يعرف تحسنا ملحوظا وذلك بعد
الوجه المقبول الذي ظهر به رفقاء عنتر يحي في مباراة أول أمس أمام
المنتخب التونسي، حيث استطاع المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش إجراء تغييرات
على كافة المستويات سواء ما تعلق بالتشكيلة أو خطة اللعب، فقد اعتمد على
عناصر شابة وتفتقر للتجربة والخبرة وهذا من اجل تحريرها من الضغط مادام
الأمر يتعلق بمباراة ودية وقدمت مردودا جيدا حظي بإشادة الأنصار في
المدرجات، ومن جانب الخطة،
فقد اعتمد المدرب على اللعب الهجومي عكس ما كان يعتمد عليه سعدان وبن
شيخة، وهوبمثابة تجسيد للوعود التي أطلقها من قبل والتي أكد فيها بأنه
سيحاول تغيير الطريقة الدفاعية التي تعتبر الميزة الأساسية للخضر وهوالأمر
الذي أدى إلى غياب الإنتصارات والأهداف واستمرار العقم الهجومي، والمتتبع
لمسيرة الناخب الوطني منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر يلاحظ بأنه
أعاد الفعالية للقاطرة الأمامية، حيث حقق تعادل خارج القواعد امام منتخب
تنزانيا وفاز على إفريقيا الوسطى وتونس وتمكن خط الهجوم من تسجيل أربعة
أهداف فيما تلقت شباك الخضر هدف واحد فقط، وهوما يعني أن المنتخب يسير في
السكة الصحيحة.
تحسن كبير في الأداء والمدرب مطالب بالبحث عن قناص
ولعل النقطة السلبية الوحيدة في المباراة هي غياب اللمسة الأخيرة، حيث وصلت
كرات كثيرة جدا إلى منطقة المنتخب التونسي لكن سرعان ما يتم إبعادها وصدها
بسهولة، ورغم اعتماد حاليلوزيتش على ثلاثة مهاجمين إلا أن ذلك لم يساهم في
حل مشكلة التهديف، فبالنظر إلى السيطرة التي بسطها رفقاء لحسن على
منافسهم، يمكن القول بأن الفوز بهدف يتيم غير كاف ولا يعكس حقيقة الوجه
الحقيقي للخضر، وحتى المدرب نفسه اعترف بان تشكيلته تفتقد لرأس الحربة الذي
يتولى مهمة التسجيل، وربما يكون لغياب الهداف جبور أثر في ذلك، ولكن
التجارب السابقة تبين بأنه ليس أهلا لتقمص هذا الدور، حيث شارك في مباريات
عديدة ولكنه عجز عن التسجيل عكس ما يقدمه لفريقه أولمبياكوس اليوناني،
وبالتالي فإن أهم عمل سيقوم به الناخب الوطني مستقبلا هوالبحث عن هداف
حقيقي لتغطية هذا النقص في انتظار اكتشاف الوجه الجديد فيغولي واستعادة
الفعالية من طرف العناصر الحالية على غرار جبور، غزال وسوداني.
أداء بلحاج لم يتحسن ومصباح يبقى قائد الرواق الأيسر
ومن جهة أرى، فإن اللوم الكبير كان على الظهير الأيسر نذير بلحاج الذي
يبدوأنه لم يستفد من معنوياته المرتفعة بعد تتويجه مع فريقه السد القطري
بدوري أبطال آسيا، حيث كان أداؤه باهت وضيع العديد من الكرات وبدا مردوده
بعيدا كل البعد عن ذلك الذي كان يقدمه في تصفيات المونديال الماضي، ولم
يستطع تغطية الفراغ الذي تركه زميله جمال مصباح، إذ ان هذا الأخير يبقى
العنصر الأساسي في الرواق الأيسر، ولم يقم بلحاج بأية فتحة في المستوى نحو
الهجوم كما كان يفعل من قبل، حيث كانت كل كراته تخرج بعيدا عن المرمى،
وبالتالي فإن مصباح هوالمرشح الأوفر حظا للتواجد ضمن القائمة الأساسية
النهائية وذلك بشهادة الأنصار والتقنيين.
بودبوز يستغل غياب فيغولي لسرقة الأضواء منه
وبدوره استطاع العائد رياض بودبوز إقناع المدرب والتأكيد على أنه يبقى
المايستروالحقيقي للخضر وذلك ليس فقط بفضل الهدف الذي سجله ولكن بالأداء
المقدم طيلة المباراة رغم كونه دخل مصابا، وهوما يدعم أكثر قيادته للتشكيلة
الوطنية في التحديات الرسمية المقبلة خاصة مع التألق الذي يشهده مع فريقه
سوشوالفرنسي، وقد كانت كل الأنظار متجهة نحوه في الملعب وهذا في غياب الوجه
الجديد سفيان فيغولي، حيث عمل كل ما في وسعه لإرضاء الجميع، ولم يبخل
بفنياته ومراوغاته المبدعة، والتي تعتبر نقطة قوته، وبالمقابل، أصيب عدد
كبير من الأنصار الذين حضروا إلى ملعب تشاكر بخيبة أمل كبيرة لما بلغ إلى
مسامعهم بأن نجم فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي لن يشارك في المباراة بداعي
الإصابة، إذ كان الفضول والرغبة في مشاهدته عن قرب الدافع الأكبر لتنقلهم
إلى الملعب، وهو الأمر الذي سمح لبودبوز بسرقة الأضواء.
مواجهة الغد أمام الكاميرون ستكون أكثر إثارة وحضور جماهيري
ومن المنتظر أن تكون مباراة الغد أمام المنتخب الكاميروني بملعب 5 جويلية
أكثر إثارة، حيث أن المنافس يعتبر من أكبر القوى في القارة السمراء فضلا عن
مشاركة اللاعب الجديد فغولي لأول مرة بألوان الخضر، إذ أن الحضور
الجماهيري يرتقب أن يكون اكبر لاكتشاف هذا العنصر الذي قيل عنه الكثير، كما
سيشارك إلى جانبه الغائب الآخر عن مباراة تونس كريم مطمور الذي سيقدم
الدعم للخط الأمامي، وستكون هذه المواجهة أيضا محطة بالغة الأهمية للمدرب،
لكونه مطالب بانتقاء التشكيلة بصفة دقيقة بناء على المردود المقدم من طرف
كل لاعب في كلتا المبارتين خاصة وأنه مستعد لمنح الفرصة للجميع من أجل
إبعاد أي تبرير.